Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

علمونا في الطب

بانوراما

A A
روى أهل السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أتى كاهناً فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد». المؤمن مبتلى، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمَن صَبر فله الصبر، ومن جزع فله الجزع». والمعنى: أن ابتلاء العبد المؤمن، دليل على محبة الله له. والله سبحانه وتعالى لم ينزل داء إلا وله دواء. فنتيجةً للأبحاث العلمية والاكتشافات الطبية المتقدمة، أصبح هناك علاج لمعظم الأمراض التي كانت غير قابلة للعلاج في الماضي، حتى الأمراض النفسية، أصبح هناك ما يُسمَّى بالطب النفسي، الذي يُقدِّم استشارات نفسية لكثير من الحالات. بالرغم من ذلك، نجد كثيراً من الناس -وللأسف الشديد- يُفضِّلون الطب البديل أو ما يُسمَّى العلاج بالأعشاب والوسائل الروحية، علماً بأننا نسمع ونقرأ في وسائل الإعلام -من وقتٍ لآخر- عمَّن يمارس ذلك العلاج تحايلاً ونصباً على الناس. لازلتُ أتذكَّر بعد عودتي من البعثة، جاءني أحد الزملاء يعاني من العقم، يستشيرني بعد أن لجأ إلى بعض هذه الفئة المحتالة، طلباً للشفاء، ولم يحصل على شيء، قلت له: لماذا لم تذهب للطبيب المختص في علاج العقم؟، فذكر أنه ذهب بتشجيع من بعض أقاربه لشخصٍ يعالج الكثير من الأمراض، ومنها العقم بالأعشاب، وبعض الأدعية والآيات القرآنية التي يقرأها على المريض. فقلت له: بالنسبة للآيات القرآنية الكريمة، لماذا لا تقرأها أنت طلباً للشفاء من الله عز وجل، وبعدها عليك الأخذ بالأسباب بعرض حالتك على الطبيب المختص؟، وزدتُ: هل تتوقع حين يعجز الطب الحديث والمتطور عن إيجاد حلول للعقم، سيكون بإمكان بعض الدجالين والمحتالين أن يجدوا الحل لهذا النوع من الأمراض؟، وإذا لم يفلح العلم، فهل سيفلح الجهل؟، اقتنع صديقي وتوكَّل على الله وعرض حالته على طبيبٍ مختص في العقم، وقد رزقه الله سبحانه وتعالى الذرية الصالحة ولله الحمد. وبالمناسبة، صديقي يحمل شهادة الدكتوراه، مما يعني أن المستوى العلمي لا علاقة له بكثير من السلوكيات.
للأمانة، ما دعاني للكتابة، رسالة نصية من أحد الأصدقاء، استلمتها على هاتفي بعنوان: «علمونا في الطب»، فيها الكثير من العِبَر، أترككم مع بعض ما جاء فيها بدون تعليق: «إن كنتَ تظن وجود أطعمة وأعشاب ستحرق دهونك وتُخلّصك من الكرش وأنت مُستلقٍ على سريرك، فأنتَ في حاجة إلى ترميم عقلك قبل جسمك، وإن ظننتَ وجود عُشبة تشفي من السرطان، وشركات الأدوية تخفي هذه المعلومة لتبيع أدويتها، فإنك تحتاج دخول المدرسة من جديد، أما إن كنتَ تظن أن ما أصابك كان بسبب حسد الناس لك، فتأكد أنك لو هاجرت إلى تركمنستان، حيث لا يعرفك أحد، فلن تُفارقك المصائب، وعندها ستقول: جاري إسماعيل كشروف وزوجته جليلة ماركوف أكيد «صقعوني» عين».. انتهي النص.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store