Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

لغتنا.. ورؤيتنا

A A
في مبادرة ضمن منظومة المبادرات البنَّاءة لمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة سمو الأمير خالد الفيصل -رعاه الله وسدد خطاه- عقدت إمارة منطقة مكة المكرمة يوم الأحد الموافق 16/4/1440 لقاءً احتفائيا باليوم العالمي للغة العربية، جمعت فيه أصحاب المعالي مديري الجامعات، إضافة إلى مديري التعليم بالمنطقة، وبعض أصحاب المعالي والسعادة من أمناء المدن ومديري المؤسسات، وبعض الجاليات الإسلامية بالمنطقة، وبعض الكُتَّاب والمهتمين بشأن اللغة العربية، كما تَقدَّم الحضور معالي الشيخ صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى، ونائبه سعادة الدكتور عبدالله المعطاني، وقد تشرَّفت بدعوة من سمو الأمير لحضور هذا الاجتماع، الذي نُوقشت فيه الكثير من القضايا ذات العلاقة بضمور استخدام اللغة العربية الفصحى، والاتجاه إلى اللغات الأخرى عند الحديث، سواء في القنوات الإعلامية أو الاستخدام اليومي، خاصة من قبل العديد من المثقفين والمسؤولين، والبحث عن الأسباب التي أدت إلى هذا المنحى اللغوي المغاير الذي سيترك أثرا بالغا على ممارسة اللغة العربية الفصحى، التي هي لغة القرآن الكريم، وبعد التلاوة من كتاب الله، ألقى سمو الأمير خالد الفيصل كلمة الافتتاح رحَّب فيها بالحضور، ثم شخَّص الحال الذي آل إليه استخدام اللغة العربية، لغة القرآن، من جنوحٍ عن مسارها المحفوظ بكتاب الله، وذكر أبرز الأسباب التي أدت إلى ذلك الجنوح، وما سيترتب عليه مستقبلا عند تجاهل إصلاحه، ثم ألقى معالي رئيس مجلس الشورى كلمة ضافية حول تلك القضية، ثم أتبعه نائبه بكلمة أضاف فيها بعض تلك الأسباب وبعض الحلول المقترحة، ثم توالت المداخلات من قِبَل الحضور الذين أشبعوا القضية تحليلا وتفصيلا.

ثم خلص الاجتماع بقرارٍ ملزم التنفيذ مفاده تكليف لجنة مكونة من كل قطاع من قطاعات الدولة بالمنطقة، لتبدأ فورا في الإعداد لخطة تُلزم الجميع باستخدام اللغة العربية في الإعلام والتعليم والمعاملات الرسمية، على أن يتم التنفيذ الميداني بدءا من مطلع العام الهجري المقبل.

ومن هذا المنطلق، وعلى ضوء تلك المبادرة العظيمة لحفظ لغتنا العربية وعدم اندثارها، أو حتى ضمورها، فإنني أقترح:

- أن تقوم قنواتنا الإعلامية الرسمية بوضع برامج لدعم اللغة العربية ضمن برامجها اليومية، وخاصة البرامج التي تخاطب فئة الأطفال والشباب، فكم هو الدور الإعلامي مهم لهذا الغرض.

- أن يُعاد النظر في الكثير من المناهج التعليمية التي تُنمِّي مهارات اللغة العربية الفصحى، تحدُّثا وكتابة، فحتما ميدان التعليم يُعدُّ من أهم المنابر التي تدعم وتُعزِّز الاستخدام الأمثل للغة العربية.

- أن تُوضع هذه المبادرة ضمن خطط رؤيتنا الطموحة 2030 كي تكون ضمن برامج بناء الإنسان في مملكتنا الحبيبة، وكم هو جميل أن يُعمّم استخدامها تحت مظلة القيادة الرشيدة -رعاها الله- والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store