Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

منزل اليومين: حقيقة أم فقاعة جديدة؟!

ضمير متكلم

A A
* أعلنت وزارة الإسكان يوم الثلاثاء الماضي نجاح تجربتها في بناء «منزل في يومين»؛ وذلك باستخدام تقنيات حديثة؛ وكان المنزل من تصميم وتنفيذ مهندسين سعوديين بالتعاون مع إحدى الشركات العالمية المتخصصة.

* الوزارة أكدت أن تجربتها تلك تأتي لتحفيز القطاع الخاص للاستثمار في السكن؛ وللمساهمة في سرعة تملك المواطنين لمنازلهم بأسعار تنافسية، وبجودة عالية، حيث أشار وزير الإسكان الأستاذ ماجد الحقيل إلى دعم تلك المبادرة باتفاقيات مع ثلاث شركات عالمية كبرى، وتمويل إنشاء «9 مصانع» لها بنحو «600 مليون ريال»، مضيفًا: إن ذلك سيساهم في رفع نسبة تملك المواطنين السعوديين لمساكنهم الخاصة لتصل إلى «60% عام 2020م»، وإلى «70% بحلول 2030م».

* وهنا نحن مع أية مبادرة أو برنامج يساعد في وصول محدودي الدخل لبيوت تضم «فِراخهم» بعد سنوات من الانتظار، وبالتأكيد ندعم الإفادة من أحدث التقنيات في ذلك المسار أو الميدان؛ ولكن ما نخشاه أن تكون مثل تلك المبادرات والمشروعات مجرد فُـقَّاعات وفَـرقَعات للاستهلاك الإعلامي؛ وتفاصيلها لا تتجاوز الملفات والورق، والمحصلة ملايين أخرى تُهْدر!

* فللأسف الشديد تجاربنا مع «الوزارة منذ كانت هيئة»، أنها ورغم ما قدمته الدولة لها من مليارات تتلوها أخرى، ما زالت تدور في دوامة فِكْرِية مغلقة، وتصريحات وإطلاق برامج ودفنها، وهذا لم يعقبه إنجازات واضحة وملموسة على أرض الواقع تواكب عطش المواطن البسيط لسكنه الخاص!

* وكل ذلك صنع أجواء متوترة وغائمة بين طائفة كبيرة من المواطنين ووزارة الإسكان الذين أصبحوا يُشككون في كل ما يصدر عنها، وما تُبَادر فيه أو تفعله حتى أن بعضهم سخر من (منزل اليومين)، وأطلق العنان لِخوفه من سُكْنَاه، مشترطًا لفِعْـل ذلك أن يسبقه إليه (مسؤولو الوزارة).

* أخيرًا ندعو الله صباح مساء أن تنجح وزارة الإسكان في إزالة ذلك التوتر وتلك الغيوم، وأن تكون قادرة على معالجة أزمة السكن عبر منتجات تصل للناس ويقبلون بها، ونسبة إنجاز حقيقية على أرض الواقع؛ بعيدًا عن إعلانات شركة العلاقات التي تعاقدت معها لِتُرَوّج لها!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store