Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

القذافي!!

A A
كان العامل الرئيس في تأجيل نشر كتابي (الزلزال العربي)، الذى صدر من دار مدارك للنشر في أكتوبر (تشرين الأول) 2011، هو الخوف من العواقب، فالخوف أقوى أعداء العقل، والخوف والعقل، كما يقول آل جور في كتابه «هجوم على العقل»، جوهريّان لحياة الإنسان، لكن العلاقة بينهما غير متوازنة. فقد يبدد العقل الخوف أحياناً، لكن الخوف يُغلق العقل دوماً.

***

وإذا كان هناك شخصية من الشخصيات التي تم الإطاحة بها في تلك الثورات يستحق إلقاء مزيد من الضوء عليه فهو العقيد الليبي معمر القذافي، الذي كان لسقوطه، كما يقول منصف المرزوقي، دلالة أهمّ من سقوط أي دكتاتور عربي آخر:

- تجاوز القذافي في تضخم الأنا كل الحدود التي توقف عندها بقية المستبدين العرب، فالرجل كان يطمح لدور النبي وكتابه الأخضر كان بالنسبة إليه القرآن الثاني!!. ربما حلم أن يكون الأول!.

- جعل نظام القذافي من ليبيا أغنى دولة وأفقر شعب، لأنه تجاوز كل حدود الفساد في تبذير موارد الشعب الليبي بشكل غير مسبوق حتى في تاريخ أمة عرفت من الفاسدين ما لم تعرفه أمة سواها.

- أما بخصوص القمع، فمجزرة سجن أبي سليم ليست إلا الجزء الطافي من جبل الجليد لحكم لم يتورع عن شنق المعارضين في الشوارع العامة واغتيالهم في الخارج باعتبارهم مجرّد كلاب ضالة!!. حدّث ولا حرج عن التعذيب الوحشي وعن جو الرعب الذي عاش فيه الشعب عقوداً.

#نافذة:

[حتى ولو استعملتم كل ما في جعبتكم من أموال لرشوة النخب وكل جيوشكم ومرتزقتكم لقتل عامة الناس كما فعل القذافي، فإن الشعب يوم يقرر الحياة سيقتلعكم من جذوركم لأنكم وضعتم الشعوب أمام خيار مصيري: بقاؤه أو بقاؤكم، وقد قرّر اليوم أنه هو الذي سيبقى وأنتم الراحلون، كلّف ذلك ما كلّف.]

منصف المرزوقي - رئيس تونس الأسبق

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store