قال الله تبارك وتعالى: (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).. وقال النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: «إن روح القدس نفث في روعي أن لا تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب».
إن القلم ليقصر في وصف والدة الأستاذ مازن بترجي -يرحمها الله-رحمة واسعة وجبر الله مصابنا فيها... فهي ندرة قليلة بين الناس، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
لقد كانت –
يرحمها الله- ملتزمة بالعفةِ والاحتشام، والتوكل على الله، كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا».
كانت- رحمها الله- تخاف الله ومتعبِّدة لربها على نورٍ وبصيرة. وقد كانت عالمة فاضلة وأستاذة للغة العربية والشريعة الإسلامية بقسم الطالبات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وعضوة مجلس إدارة الجمعية النسائية التابعة لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بجدة، وهي إحدى العالمات في مجال الفقه الإسلامي والدعوة والإرشاد، لها العديد من المؤلفات في الفقه والدين والدعوة.
كانت تحنو على أصدقائها، وتصل أرحامها، وتفعل الخير وتحث عليه، وتدعو إلى الاعتصام بكتاب الله والالتزام بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والمحافظة على الصلاة والذكر، وتحث على الإتيان بالسنن والأوراد، وكانت توصي بالبعد عن الشر والترهات، وكانت- يرحمها الله- فصيحة الكلام، إذا تكلمت تُوضِّح وتُبيِّن، وتحث على الصدق والصيام والصدقة وبر الوالدين وصلة الأرحام، ورعاية الأيتام، والإحسان إلى الفقراء والأرامل، كانت تحافظ على الذكر، ولسانها يلهج بذكر الله، آخذه بقول النبي الكريم: «لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل».
كانت ذات رأي حصيف سديد تخلص في النصيحة وإذا استشيرت تبدي المشورة، وكانت توصي بالبعد عن المنكرات وتقوى الله والمحافظة على الصلوات، وكانت تحب جيرانها وتحترم أقرانها وتعطف على أقربائها وتكره الإساءة إلى الآخرين والتجني على الأبرياء.
رحم الله أم مازن رحمة الأبرار، وأسكنها فسيح جناته، وجعل الخير والبركة والصلاح في ذريتها وأحفادها آمين. وصلى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
عائشة داود العلواني
جامعة الملك عبدالعزيز
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
