Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد الثبيتي

الضربة الاستباقية المُحترفة

A A
حققت الضربة الاستباقية التي حققها جهاز «أمن الدولة» لتتبع الخارجين على القانون إضافة نوعية لتحجيم نشاط العناصر الإرهابيّة التي تعمل جاهدة على تباين أساليبها لتحقيق الأجندة التي يقومون بتنفيذها لجهات خارجية على حساب وطنهم وأمن مُجتمعهم ومُستقبل أجيالهم، ولكن عندما تُدجّن العقول وتكون التبعية العمياء لأرباب المُعتقد والقفز على الثوابت الوطنية التي «يجب» ألاّ تقبل أي تنازل مهما كانت الإغراءات تكون النتيجة الحتمية هي الضياع في كافة اتجاهاته.

وتُعدُّ جودة هذه الضربة في أنها كانت مبنية على معلومات مؤكدة استطاعت باحترافية مهنية عالية توظيفها في دعم توجهاتها المتمثّلة في حفظ السِلم الاجتماعي والمحافظة على مكتسبات الوطن وردع العابثين بتهديد استقراره؛ الأمر الذي عزز الثقة وجعل ممارسات هذه الفئة لا تعدو أن تكون جزءاً من أفلام «الأكشن» التي نحتاج مشاهدتها بين الفينة والأخرى لتنشيط الذاكرة المُعززة لحُب الوطن والمُعريّة لنمط فكري موهوم تغذَّى على الكُره وتعاطي العنف جرّاء ارتهانه لإملاءات استطاعت تحويله من «إنسان مُستقل» له كامل الحُرية في تحديد اختياراته إلى «أداة مُنفذة» لمُخططات جاهزة تستهدف -للأسف الشديد- هدر كرامته المتمثّلة في خيانته لوطنه.

لقد أثبتت هذه السلوكيات الخفيّة «حقداً تراكمياً» ضد وطن استُغلّ بعض من أبنائه الذين سيطرت عليهم العاطفة المذهبية وسوّق لها المتربصون بأنّها طوق النجاة الذي سيُعيد لهم تأريخاً لا وجود له سوى في تراتيلهم الوهمية ورواياتهم الأقرب إلى الخزعبلات منها للحقيقة، وتلقفها أتباعهم تحت تأثير مُخدِّر «المعتقَد» حتى أصبحت هي المُحرِّك لهم في تشكيل شخصياتهم المتسمة بالوعي القاصر لقراءة ما وراء التخطيط الممنهج، وتكوين توجهاتهم التي رمت بهم في مُستنقع الموت غير المأسوف عليه، فخسروا أنفسهم ووطنهم في دنياهم وورَّثوا العار لأجيالهم بعد مماتهم.

ومع كل هذه الخروقات المُستهدِفة أمن الوطن إلاّ أن ثمة ثقة مُطلَقة في أجهزتنا الأمنية التي تتعامل بإنسانية مع المؤدلجين قبل أنْ تستخدم القوة معهم كحل نهائي لمجابهة هذه التجاوزات غير الأخلاقية، وما نداءاتها المُتكررة لمنفذي عملية القطيف الأخيرة بتسليم أنفسهم دون مقاومة سوى حرص منها على حقن الدم ومعالجة الموقف بالحكمة؛ إلاّ أنهم «أبوا واستكبروا» فكان الحسم بالقوة هو الفيصل في ذلك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store