Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

جمهوريات ورؤساء!!

A A
رسَّخت الانتفاضات الشعبية التي شهدها العالم العربي في أواخر عام 2010، وأوائل يناير 2011 ما كان يُحذِّر منه علماء الاجتماع والديموغرافيا طويلاً، من أن الزيادة الكبيرة في أعداد الشباب هي قنبلة سياسية موقوتة. وبهذا المعنى فإن هذه القنبلة الموقوتة التي انفجرت في تلك البلدان يمكن أن تنفجر أيضاً في أي بلد عربي إذا كان يعاني فقراً، ويعيش شبابه قهراً وكبتاً.

****

ومع اندلاع الانتفاضة الشعبية في تونس، أكَّدت مراكز دراسات أمريكية وغربية تابعت الحدث التونسي بأن تأثيرات ثورة تونس على البلدان المحيطة أمر لا يمكن إنكاره. ورغم تخوُّف دول الجوار من تأثير انتقال ما يحدث في تونس إليها، إلا أن المسؤولين فيها حرصوا على نفي إمكانية انتقال العدوى التونسية إليها، فقد ردَّ وزير الخارجية المصري -آنذاك- على صحفي أثار هذا التساؤل بقوله: «هذا كلام فارغ»، وهو ما عبَّر بشكلٍ واضح عن حالة التوتر والقلق والاستعلاء الكاذب التي انتابت الحكومة المصرية ورجالاتها بعد أحداث الانتفاضة الشعبية في تونس.

****

اللافت في موجة الانتفاضة الشعبية، أنها انحصرت في عدة جمهوريات عربية. حيث كانت ثورة الشعوب على رؤسائهم مُؤشِّراً على حجم التغيُّر الذي أصاب المشهد السياسي العربي. وقد اعتبر محللون سياسيون أن انقلاب بعض الشعوب على أنظمتها الملكية في أوائل القرن الماضي، واستبداله بنظام جمهوري؛ كان يعتبر واجباً وطنياً، وخطوة تقدمية للحاق بركب العصر، لكن ثبت فيما بعد أنه ليس المهم مُسمَّى النظام، ولكن ما يُقدِّمه ذلك النظام لشعبهِ من منجزات حقيقية على الأرض.

#نافذة:

استيقظ الناس على حقيقة أن الرؤساء الذين علَّقوا عليهم الآمال؛ تاجروا بمشاعرهم وبثقتهم، وأنهم لم يصيروا مواطنين في أنظمةٍ جمهورية، بل ظلوا رعايا.

أمين قمورية

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store