Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

وزارة البحث العلمي والتعليم العالي

A A
يشهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- تطوراً متلاحقاً وشفافيةً كبيرة في تبنِّي كل ما مِن شأنه خير الوطن والمواطن، ولا أدل على ذلك من فتح البوابات الإلكترونية للتواصل المباشر مع المواطنين، بهدف استقبال المقترحات ومعرفة المتطلبات وتحقيق الحاجات، بالإضافة إلى الوقوف على مصالح الوطن وتقدمه وتطوره، وأصبح ذلك أحد ملامح الاهتمامات الكبيرة لدى الدولة، خاصة خادم الحرمين الشريفين، ومن هذا الباب يجيء طرحي اليوم في هذا المقال، وهو اقتراح إنشاء وزارة مُتخصِّصة للبحث العلمي والتعليم العالي.

إن أحد مرتكزات الأمم والدول وتطورها حضارياً، هو البحث العلمي، وعادةً قيادات البحث العلمي تتم صناعتها في الجامعات (التعليم العالي)، وقد ذكرتُ تفصيلاً لبعض هذه الأمور في كتابي: «الجامعات وبناء الذات»، وفي هذه المقالة أُركِّز على ما يمكن أن يُطوِّر هاتين الناحيتين، أقصد البحث العلمي والتعليم العالي، فهناك جهة تهتم بالبحث العلمي في المملكة، هي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وهناك ترابط كبير بين هذه الجهة وبين الجامعات، وقد كثر بفضل الله عدد الجامعات في المملكة، حتى أصبح لدينا ثمانٍ وعشرون جامعة، غير الجامعات الأهلية، ويتبع الجامعات العشرات من المراكز البحثية ومراكز التميُّز البحثي والمعاهد البحثية المتخصصة ومئات من الكراسي العلمية التي تبحث في العديد من الموضوعات العلمية، وحيث إن الجامعات بما فيها من كوادر علمية وبحثية ذات ارتباط وثيق بالبحث العلمي، وهي وقوده ومادته، فإنني أقترح أن تكون هناك وزارة باسم: وزارة البحث العلمي والتعليم العالي، تضم الجهتين (الجامعات ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية).

فهذه الوزارة (وزارة البحث العلمي والتعليم العالي) سيتحقَّق بتكوينها عدة أمور منها:

١- لمّ شمل أمرين هامين هما جهات البحث العلمي والجامعات، بما فيها من مراكز ومعاهد بحثية، وكراسٍ علمية، وكوادر بحثية، وتقنيات ومعامل بحثية.

٢- الوحدة الإدارية، من خلال إدارة كل من البحث العلمي والتعليم العالي من خلال وزير واحد.

٣- تقوية الجانب البحثي في الجامعات والأقسام العلمية.

٤- تجنُّب الهدر المالي من خلال توحيد أهداف البحوث وعدم تكرارها.

٥- التعاون بين الجامعات في البحث العلمي والتنسيق في ذلك.

٦- تمثيل التعليم العالي والبحث العلمي كوزارة، ووزير في الدولة، يمنحهما مزيداً من القوة والتلاحم.

٧- تمتين العلاقة بين الأكاديميين «الباحثين» والأكاديميين «التعليميين «(المدرسين فقط).

إن التعليم العام ما دون الجامعي يحظى باهتمامٍ كبير في كثير من دول العالم الأول لأنه الأساس والبنية التحتية لصناعة الأجيال، وتهيئتهم للتعليم العالي، وهو يشمل الطلاب والطالبات، وبحاجة إلى مَن يرعاه ويتفرَّغ له، ثم تكون الجامعات التي هي ميدان التعليم العالي، والبحوث العلمية هي الأخرى التي يجب أن تحظى بالاهتمام والتفرُّغ، والوحدة الإدارية، والتعاون والتنسيق في إطار وزارة واحدة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store