Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المظاهرات في السودان.. تصاعد في وتيرة العنف.. واستنكار أوروبي

المظاهرات في السودان.. تصاعد في وتيرة العنف.. واستنكار أوروبي

* السفارة السعودية تطالب المواطنين بتجنب مواقعها* قتيلان.. وإصابات متفاوتة في حصيلة اليوم

A A
لم يكن هتاف "سلمية سلمية ضد الحرامية" عاصمًا للمتظاهرين في السودان من التعرض لوابل من الرصاص الحي، منذ انطلاق هذه الاحتجاجات في 19 ديسمبر الماضي، واستمرارها حتى اليوم الخميس 17 يناير 2019، الذي شهدت فيه العاصمة الخرطوم، في كل أحيائها، خروج آلاف المواطنين في مظاهرة استجابة لدعوة من "تجمع المهنيين السودانيين"، والقوى الموقعة على ميثاق التغيير المتمثلة في:

- التجمع الاتحادي المعارض

- قوى الإجماع الوطني

- قوى نداء السودان

للخروج في الموكب الرابع، والذي اطلق عليه اسم "موكب 17 يناير"، والغاية منه لتسليم مذكرة لرئاسة الجمهورية تطالب فيها بذهاب النظام..

لتنطلق التظاهرات عند الواحدة ظهر اليوم بوسط الخرطوم في عدة مواكب:

- بدأت بموكب شارع القصر في قلب الخرطوم

- تلاه موكب موقف ميدان جاكسون

- وموكب بشارع السيد عبدالرحمن

- والموكب الرابع انطلق من حي بري بالخرطوم

حيث تصدت القوات الأمنية ممثلة في:

- الشرطة

- جهاز الأمن الوطني

- جهاز الأمن الشعبي

التي استخدمت الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي والحي لتفريق المتظاهرين، بخاصة في ضاحية "بُرّي الدرايسة"، شرقي العاصمة الخرطوم، ونجم عن ذلك العديد من الإصابات متفاوتة الخطورة، وسقوط عدد من الجرحي، لم يتسنَ لـ"المدينة" الحصول على عددهم بشكل موثوق، نظرًا لحالة التعتيم التي تمارس ضد تغطية هذه المظاهرات.

"أطباء السودان": القوات الأمنية أعاقت الفرق الإسعافية واعتقلت المصابين



وفي بيان له حول هذه الأحداث، ذكرت لجنة أطباء السودان المركزية، أن القوات الأمنية قامت بمنع وإعاقة الفرق الإسعافية، وبعض الأطباء من الوصول لمنطقة "بري الدرايسة" حيث المصابين، كما وقامت بمنع سيارات الإسعاف التي تحمل المصابين من الوصول إلى المستشفيات، وتم اعتقال بعض المصابين أثناء إسعافهم.

وجاء في التقرير الميداني لـ"لجنة أطباء السودان المركزية" ما نصه: [مواصلة لسلسلة المواكب التي ابتدأها الشعب قبل ما يقارب الشهر منادياً بتنحي النظام خرجت اليوم مواكب عديدة بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى، وتم التصدي لهذه المواكب بعنف مفرط كانت حصيلته استشهاد الطبيب بابكر عبدالحميد، والطفل محمد عبيد، بالإضافة إلى عدد من الإصابات الخطيرة.

تقرير بالوفيات والإصابات في مظاهرات اليوم:

  • الوفيات
1- الطبيب بابكر عبدالحميد (إصابة مباشرة بطلق ناري في الرأس)

2- الطفل محمد عبيد (إصابة بطلق ناري في الرأس)
  • الإصابات:
تفاوت ما بين:

- طلق ناري في اليد

- إصابة في العين

- إصابة بالصدر بطلق ناري

- إصابة بطلق ناري في الظهر

3- إصابات بطلق مطاطي في أماكن متفرقة

- إصابات أخري لم تحدد بعد

- إصابة واحدة بطلق ناري في الفخذ

تمت إحالتها إلى مستشفي فضيل ]

اعتقالات وسط الصحفيين

وكشفت مصادر محلية في الخرطوم لـ"المدينة" أن القوات الأمنية اعتقلت أعداد كبيرة من المواطنين من بينهم صحافيين هرعوا لتغطية التظاهرة التي دعا لها تجمع المهنيين السودانيين. ومن أبرز الصحفيين المعتقلين: فيصل محمد صالح، وخالد فتحي، وشمائل النور، ومحمد سلمان، ومصعب الهادي، والزين عثمان.

مدن الأقاليم تتفاعل



كما انطلقت مواكب التظاهرات في عدد من المدن السودانية، مثل: عطبرة وحفير مشو شمالي السودان، والقضارف وبورتسودان شرق السودان، ورفاعة والمناقل وسنار وسط السودان، والدويم، وربك جنوب الخرطوم، والضعين والجنينة والنهود غرب السودان، كلها خرجت في سلمية تامة لتسليم مذكرات تطالب فيها برحيل النظام لولاة الولايات ..



البرلمان الأوروبي يدين قمع حكومة السودان للمتظاهرين



استعمال القوات الأمنية للرصاص الحي قوبل باستنكار دولي، حيث ندد النواب الأوروبيون اليوم الخميس بالقمع الذي يمارس في السودان حيث تجري تظاهرات احتجاج ضد نظام الرئيس عمر البشير، كما نددوا بالعديد من الاعتقالات التي وصفوها بالتعسفية. وفي قرار برفع الأيدي في مقر البرلمان بستراسبورغ قال البرلمان إنه "يدين بشدة الاستخدام المفرط للقوة من الجهاز الوطني للامن والاستخبارات السودانية خلال التظاهرات الشعبية الجارية وكذلك استمرار استهداف الناشطين والحقوقيين إضافة إلى المحامين والمدرسين والطلبة والأطباء".

وطلب النواب الأوروبيون الحكومة السودانية "التوقف عن كل لجوء للقوة المميتة وكل توقيف تعسفي وكل احتجاز لمتظاهرين سلميين" و"منع أية إراقة جديدة للدماء وكل استخدام للتعذيب".

وقالت سيسيليا مالسمتروم المفوضة الأوروبية للتجارة التي كانت حاضرة في مقر البرلمان، إن المفوضية الأوروبية تطلب بدورها "من الحكومة السودانية الإفراج عن كافة الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان وكل شخص سجن بشكل تعسفي". كما طلب البرلمان الأوروبي أيضًا "الإفراج الفوري وبلا شروط عن صالح محمود عثمان" المحامي السوداني الذي كان حصل في 2007 على جائزة سخاروف الأوروبية التي تسند للأشخاص أو المنظمات الذين يقدمون إسهامًا يعتبر استثنائيًا في الكفاح من أجل حقوق الإنسان.

مجلس الأمن يدعو إلى محاسبة المسؤولين عن مقتل المتظاهرين



كذلك واجه السودان اليوم الخميس دعوات من دول غربية في مجلس الأمن الدولي لاحترام حقوق المتظاهرين المناهضين للحكومة والتحقيق في العنف الذي أدى إلى مقتل 24 شخصا على الأقل.

ويلتقي المجلس لبحث الوضع في إقليم دارفور المضطرب، إلا أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول أثارت مخاوف جدية بشأن العنف ضد المتظاهرين. وانتقدت بريطانيا ما وصفته بالاستخدام "غير المقبول" للقوة القاتلة من قبل قوات الأمن ضد المتظاهرين، ودعت إلى محاسبة المسؤولين عن مقتل المتظاهرين.

وقال نائب السفير البريطاني في المجلس جوناثان آلن "نحن مستاؤون للغاية من تقارير بأن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع والعنف داخل مستشفيات ضد من يتلقون العلاج وضد الأطباء الذين يقدمون المساعدة الطبية".

وفي وقت سابق الخميس أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة في الخرطوم كانت متوجهة إلى القصر الرئاسي للمطالبة باستقالة الرئيس عمر البشير.

وقال السفير السوداني للمجلس أن حكومته "ملتزمة تماما بمنح المواطنين الفرصة للتعبير سلمياً عن آرائهم" إلا أنها تتصرف "لحماية حياة الناس والممتلكات العامة ضد التخريب وإشعال الحرائق وضد جميع أشكال العنف التي يرتكبها بعض المتظاهرين".

وحثت الولايات المتحدة السودان على احترام حرية التعبير ودعت إلى الإفراج عن محتجين ونشطاء وقالت أنه يجب التحقيق فورا في مقتل متظاهرين.

وصرح المنسق السياسي الأميركي رودني هنتر أنه بعد اجراء تحقق شفاف "يجب أن تجري محاسبة المسؤولين عن استخدام العنف المفرط".

ودعت فرنسا جميع الأطراف إلى ضبط النفس لتهدئة الوضع، وقالت إن على الحكومة احترام حرية التجمع وحرية التعبير. ولكن سفير السودان في المجلس عمر دهب فضل محمد قال إن التظاهرات "ليس لها علاقة مطلقا" بالمسألة التي يناقشها المجلس.

وقالت روسيا إن الاحتجاجات هي "شأن سوداني" ويجب عدم مناقشته في مجلس الأمن.

السفارة السعودية: تجنبوا مواقع المظاهرات



ومن جانبها وجهت السفارة السعودية في العاصمة السوداني الخرطوم، عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" توجيهًا، ضمنته في نددائها: "تأمل السفارة من السعوديين (الزائرين والمقيمين والطلاب) بجمهورية السودان مراجعة السفارة لتحديث بياناتهم الشخصية، كما تدعو الجميع إلى تجنب الذهاب الى مواقع المظاهرات".

تنويه:



يشار إلى أنه وحتى ساعة إعداد هذا التقرير عند العاشرة مساء ما زالت بعض أحياء الخرطوم تشهد تظاهرات متفرقة، ومطالبات مستمرة بسقوط النظام، وذهابه.

-------------------------

مظاهرات الخرطوم



- البداية يوم 19 ديسمبر 2018 في ثلاث مدن سودانية هي بور سودان وعطبرة والنهود، قبل أن تتسع وتشمل عدة مدن أخرى، احتجاجا على عدم توفر الخبز ولارتفاع سعره لثلاثة أضعافه.

الانفلات الأمني أدى إلى إعلان حالة الطوارئ وحظر التجول ليلا مساء نفس اليوم في عطبرة.

- 20 ديسمبر: أشعل متظاهرون النار في مقرين لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في مدينتي دنقلا والقضارف في شمال وشرق السودان. وقتل ثمانية متظاهرين.

- 24 ديسمبر: شهد إضرابا عاما في عدة مدن سودانية، والرئيس يعد بـ"إصلاحات حقيقية" ويحذر مواطنيه من المحرضين في سادس أيام الاحتجاجات.

- ا يناير 2019، أمر البشير بتشكيل لجنة تقصي حقائق للتحقيق في العنف الذي رافق المظاهرات.

- 2 يناير: السلطات فرضت قيودا على الدخول على مواقع التواصل الاجتماعي لاحتواء الاحتجاجات.

- 7 يناير: أعلنت لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها الحكومة أول حصيلة رسمية لعدد المعتقلين والتي بلغت أكثر من 800 شخص منذ بدء الاحتجاجات.

- 9 يناير: البشير يؤكد أمام حشد ضم الآلاف من أنصاره في الخرطوم أنه باق في السلطة.

-12 يناير: السلطات تعلن أن حصيلة ضحايا الاحتجاجات بلغت 24 قتيلا، بدون إيضاحات لظروف مقتلهم.

-13 يناير: اتسعت رقعة المظاهرات المناهضة للحكومة السودانية لتشمل منطقة دارفور.

-16 يناير: قوات الأمن تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين في كسلا شرق البلاد، في أول احتجاجات بالمدينة منذ بدء المظاهرات قبل نحو شهر.

-17 يناير: المعارضة السودانية تؤكد مواصلة الحشد للتظاهر في أنحاء مختلفة من البلاد.

أبرز هتافات الجماهير



- سلمية سلمية ضد الحرامية

- حرية سلام وعدالة.. والثورة خيار الشعب

- تسقط تسقط تسقط بس

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store