Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

الثورة.. ودور مصر!!

A A
هناك اتفاق شبه تام بين معظم المحللين السياسيين، بأن مصر في العقود الثلاثة الماضية، فَقَدَت دورها التاريخي المرموق، وأضحَت غير قادرةٍ على الدفاع عن أمنها القومي وحماية مصالحها الحيوية، كما تراجعت فاعلية الدبلوماسية المصرية وأجهزة الدولة السيادية، ليس فقط لجهة الدفاع عن أمن ومصالح مصر في الشرق الأوسط، بل أيضاً في حوض نهر النيل، «شريان حياتنا وشرط وجودنا»، كما يقول الكاتب «عمرو حمزاوي».

****

وإذا كانت مظاهر محدودية فاعلية الدبلوماسية المصرية خلال الأعوام الماضية في المحيط الشرق الأوسطي قد ظهرت في مشاهد متتالية تمثلت في: احتلال العراق، وصعود النفوذ الإيراني، والدور التركي، وحرب إسرائيل على لبنان، والصراع الفلسطيني الداخلي، وانفصال حماس بغزة، وتعثُّر إنجاز المصالحة الفلسطينية، والحصار الدولي المفروض على القطاع، وحرب إسرائيل عليه، والتظاهرات المتكررة أمام السفارات المصرية في العواصم العربية.. الخ.. فإن أكثر ما يعكس هذا الواقع، كما يقول الكاتب «عمرو حمزاوي»، كان «هوانها الذي أظهرته أزمة الاتفاقية الإطارية لدول منابع النيل». هذا الهوان الذي وصل إلى حد التعامل الاستخفافي مع مصالح مصر وأمنها القومي! ولقد أدَّى تراجع الدور المصري الإقليمي والعربي إلى تراجع ريادة مصر وإشعاعها الحضاري وانقضاء عصر الانبهار بمصر كنموذج يحتذى به، أو بعبارةٍ قصيرة تراجع قوة مصر الناعمة.

****

لا غرابة إذاً أن تستبشر القوى الوطنية المصرية والعربية بثورة 25 يناير 2011 باعتبارها ثورة غير مسبوقة في التاريخ العربي. فقد قدَّم المصريون نموذجاً فريداً بانتفاضتهم جسَّد طموحات شباب الأمة العربية.

#نافذة:

(رسالة أولئك الشبَّان الشرفاء والشجعان لم تُجلجل في فضاء مصر والعالم العربي فحسب، ولكن أصداءها

تردَّدت بقوةٍ في أرجاء الكون بأسره. فقد كان شباب مصر شُعلة وضَّاءة في طول البلاد وعرضها).

محمد حسنين هيكل

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store