Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

ورفض الحوثيون اتفاق السويد!

A A
كثيراً ما طرحنا رؤى حيال الأزمة اليمنية، تتضمن في مجملها أن أي مساعٍ تستهدف المصالحة، ويكون الحوثيون طرفاً فيها ستبوء بالفشل، أكدنا هذا حتى قبل اجتماعات «جنيف» الأولى، ومع أن مرجعيات الحل السياسي في اليمن واضحة تمام الوضوح، وتم استصدار قرار بها من قبل الأمم المتحدة، إلا أن كل المبعوثين الدوليين الذين انتدبوا لحل هذه المشكلة؛ لم يصلوا إلى حلٍّ يُرضي الطرف الانقلابي الذي يُحاور ويُناور، ومن ثم يقوم بالتوقيع على اتفاقيات لا يلتزم بها، ولا يُنفِّذ وعوده، ولا يلقي بالاً لكل ما يطرحه مندوبو الأمم المتحدة. قلنا بأن مهمة السيد «غريفيث» لن تتعدَّى مهمة سابقيه (بن عمر) و(إسماعيل ولد الشيخ أحمد)، اللذين دب فيهما اليأس، وقدَّما اعتذارهما عن مواصلة مهمتهما بعد أن لمسا بأنهما يتعاملان مع ميليشيات لا تتمتع بأي ثقافة سياسية، ولا حتى بمكانة تعليمية، بل مع سكان كهوف، وللحقيقة فإن تهاون الأمم المتحدة، وكذلك تدخلها، قد ساهم في تأخير هذه الأزمة، وزاد من متاعب الشعب اليمني، ذلك لأن لا حل مع هذه الميليشيات سوى الحل العسكري، والجيش اليمني التابع للحكومة الشرعية بمساندة قوات التحالف قادرون على طرد أولئك، وبسط الأمن في ربوع اليمن.

ماذا بعد اتفاق (استكهولم)، والذي تم فيه وضع آليات لوقف الحرب والتزامات وقَّع عليها الحوثيون؟! رفضوا تنفيذ كل الشروط التي وقَّعوا عليها وتعهَّدوا بالالتزام بها، لم ينسحبوا من ميناء الحديدة، ونقلوا سجناء من الحديدة إلى صنعاء، وعطَّلوا اجتماعاً أممياً للجنة المراقبة وتنسيق إعادة الانتشار بزعامة الجنرال الهولندي (باتريك كومارت)، بعدما رفضوا حضور الاجتماع في المكان المحدد بذريعة أن المكان يخضع لسيطرة القوات الحكومية، وحتى يلتفوا على اتفاق استكهولم، واصلوا ضرب الأحياء السكنية بصواريخ الكاتيوشا، وأخيراً، وليس بآخر، استهدفوا استعراضاً عسكرياً للجيش اليمني بطائرة إيرانية مفخخة في قاعدة العند الجوية، وذلك يتعارض مع روح اتفاق (السويد).

كان من المأمول أن تُبادر الأمم المتحدة وهي تلمس هذه الخروقات من الجانب الحوثي إلى إجبارهم على قبول الحل السياسي، أو المضي في الحسم العسكري كما تقتضي القرارات الدولية الصادرة بهذا الشأن، فأبناء اليمن الشقيق يُواجهون أوضاعاً صعبة من خلال تضييق الحوثيين عليهم عن طريق مصادرة المساعدات الغذائية والدوائية الموجهة لهم وتجويعهم، فالموقف، وكذلك هذه الحالة الإنسانية، تتطلب أن تُواصل دول التحالف مساندتها للجيش اليمني لقطع دابر هذه الميليشيا والقضاء عليها، لكي يعم الأمن والسلام ربوع اليمن، وكذلك هذه المنطقة الهامة التي تسعى إيران جاهدة إلى التغلغل فيها بمساعدة أولئك المتمردين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store