بروزات الأرصفة وخطورتها على مرتادي الطريق!

السالك لطريق الملك (السلام) بمدينة جدة خاصة مسار الخدمة يلاحظ كثرة بروزات الأرصفة الجانبية وتوسعها بشكل لافت حيث تستأثر بمنتصف المسار تقريبًا وبأعداد كبيرة ومتعاقبة بحيث أنها تمتد على جانبي الطريق ذهابًا وإيابًا، من الكرة الأرضية شمالاً حتى مستشفى الملك فهد العسكري جنوبًا، وهذه البروزات مبالغ فيها بدرجة كبيرة بحيث لا يحتاج إليها بصفة دائمة، فلو توقفت سيارة على جانب الطريق فهناك العديد من سيارات السحب التي يمكن أن تنقل السيارة إلى أي مكان قريب، ولو أنها عملت حرصًا على المشاة فنادرًا ما تلاحظ أحدًا يسير على قدميه في ذلك الطريق، ولكنها في حقيقة الأمر هي مصيدة قاتلة لحركة السيارات في كلا الاتجاهين على نفس هذا الطريق الحيوي المهم.

العديد من سكان العروس، والمصطافون، والزائرون، وعموم السائقين يتعرضون للارتطام بهذه الأرصفة لعدم وضوحها ليلاً (لعدم وجود الإنارة الكافية، أو الألوان الفسفورية العاكسة)، لأنها معترضة للطريق مع ارتفاعاتها العالية، مما يؤدي إلى تلف السيارات المرتطمة بها، أو انقلابها وضياع من فيها خاصة فئة الشباب الذين يمارسون السرعات العالية في هذا الطريق.

لماذا لا يكون هناك لجان هندسية فنية متخصصة لسلامة الطرق ولضمان سلامة مرتاديها حتى يقفوا على حقيقة هذه البروزات؟ وكتابة تقارير متكاملة عنها ولإبداء المرئيات حولها وتعداد مساوئها وحسناتها (إن وجدت)، وقياس مدى خطورتها على سالكي الطريق؟ أو إبداء الإيجابيات لهذه البروزات، ولماذا عملت بهذه الطريقة؟ ومن المسؤول عن تنفيذها وإقرارها حتى يتحمل مسؤولية ما ينتج عنها من حوادث مميتة لا قدر الله.

نحن نطمح أن تقوم الجهات ذات العلاقة بدراسة هذا الموضوع عاجلا واتخاذ أي تدابير لازمة حياله لأنه مكمن خطر على الجميع، فطريق الملك من أكثر الطرق ازدحامًا بالسيارات، ويخدم أحياء عديدة من مدينة جدة بالإضافة إلى كورنيشها الجميل الذي يرتاده معظم سكان المملكة، وزوارها، وحجاجها، وعمارها، وفيه سعة وانسيابية جيدة لا يكدر سيرها سوى بعض الانعطافات المتكررة على امتداد هذا الطريق بالغ الأهمية، تخلق حركة الدوران اختناقات مرورية مرهقة خاصة أوقات الذروة عندما يكون الطريق مكتظاً بالمركبات في كلا الاتجاهين.

حفاظًا على الأرواح، وصيانة للممتلكات من التلف والخراب، نأمل أن تعير الجهات المعنية بالأمر هذا الموضوع أهمية خاصة وبدراسة متأنية، وموضوعية، بحيث نجد حلولاً أكثر واقعية لسلامة هذه الطرق المهمة والسالكة ليل نهار، ويرتادها السواد الأعظم من الناس وهم في أمن وأمان.