وتوجه كيم ومرافقون من بكين إلى واشنطن الخميس، وشوهدوا وهم يدخلون وسط الثلوج الخفيفة ودون الإدلاء بتصريحات فندقا فخما في حي "دوبونت سيركل" حيث يتوقع أن يلتقي بوزير الخارجية الأميركي. ولم يعلن أي من الطرفين عن الزيارة في وقت تتعامل الولايات المتحدة مع الملف بحذر بعدما ألغى كيم يونغ شول فجأة محادثاته التي كانت مقررة مع بومبيو في نيويورك مطلع تشرين الثاني/نوفمبر. لكن ترامب أعرب عن تفاؤله بعد تلقيه رسالة بمناسبة حلول العام الجديد اعتبرها وديّة من كيم جونغ أون فيما رأى أن "الحب" يجمعهما. وأعرب ترامب مرارا عن رغبته بلقاء كيم جونغ أون مجددا بعد القمة التاريخية التي عقداها في حزيران/يونيو في سنغافورة.
وتراجعت حدة التوتر بين واشنطن وبيونغ يانغ منذ عام بتشجيع من حكومة كوريا الجنوبية المؤيدة لخطوات السلام. وأشاد ترامب مرارا بدبلوماسيته التي اعتبرها ناجحة، إذ قال مؤخرا إنه جنب آسيا الدخول في "حرب كبيرة". وأكد أنه سيتم الإعلان قريبا عن القمة الثانية حيث يتوقع دبلوماسيون أن تجري في فيتنام أو تايلاند.
استعدادات لوجستية في فيتنام لاستضافة القمة
وفي فيتنام ذكر مصدر حكومي لوكالة فرانس برس أنه تجري حالياً "استعدادات لوجستية" لاستضافة القمة التي من المرجح أن تعقد في هانوي أو مدينة دانانغ الساحلية، إلا أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد. وصرح رئيس وزراء فيتنام نغوين شوان فوك أن بلاده مستعدة لاستقبال الزعيمين مشيرا إلى أن هانوي تقيم علاقات متطورة مع الولايات المتحدة رغم ذكريات الحرب. وصرح في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ "نحن لا نعرف القرار النهائي. ولكن إذا حدثت القمة هنا، فسنبذل كل ما في وسعنا لتسهيل الاجتماع".
وبالنسبة لترامب، تشكل قممه المعدة لعدسات الكاميرات التلفزيونية مع الزعيم الكوري الشمالي استراحة من العناوين السلبية في وسائل الإعلام الأميركية. حيث يجري المدعي الاميركي الخاص روبرت مولر تحقيقا بشأن إن كان فريق حملة ترامب في الانتخابات الرئاسية عام 2016 تعاون مع روسيا بينما تسبب إصرار الرئيس الأميركي على تمويل الكونغرس لمشروع بناء جدار على الحدود مع المكسيك بإغلاق جزئي لإدارات الحكومة الفدراليّة منذ نحو شهر.
تفسيرات متباينة لـ"نزع الأسلحة النووية"
أما بالنسبة لكيم، فتبدو مسألة حصوله على ضمانات لبقاء نظامه الأهم. ويأمل كيم المدعوم من حليفته الصين بأن يتم تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على بلاده. لكن الولايات المتحدة تصر على ممارسة أقصى درجات الضغوط حتى تحقق بيونغ يانغ تقدما في مسألة التخلي عن أسلحتها النووية. وكان كين في سنغافورة، تعهد "الالتزام الثابت بالنزع التام للأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية". لكن يبدو أن لدى الطرفين تفسيرات متباينة لذلك إذ تتوقع الولايات المتحدة من كوريا الشمالية التخلي عن أسلحتها النووية التي عملت على مدى عقود لتجميعها بينما تسعى بيونغ يانغ لدفع الولايات المتحدة لإنهاء ما تعتبره تهديدات لها.
وقالت مديرة تحرير موقع "38 نورث" حول سياسة كوريا الشمالية جيني تاون "أعتقد أنه هناك نوع من التوافق العام بشأن معنى نزع الأسلحة النووية. أعتقد أن الواضح هو عدم الاتفاق بشأن كيفية تحقيق ذلك، إن كان نزع الأسلحة النووية نهاية العملية أم هو العملية بحد ذاتها". وقالت "واقعيا، بإمكانهم التحدث عن الأمر بقدر ما يرغبون وبإمكانهم تحديد الهدف النهائي. لكن إن لم يكن هناك فهم مشترك لكيفية التوصل إلى ذلك، فلن يكون من الممكن الوصول إلى هذا الهدف المشترك". وأِشارت إلى أن الأميركيين يفضلون تقليديا مناقشة تفاصيل الاتفاقات قبل القمم الكبرى، في حين تعد الدبلوماسية التي يفضلها ترامب مألوفة أكثر في آسيا. وقالت "كثيرا ما يشكك الناس بنهجه لكننا لن نعرف (إن كان جيدا أم لا) حتى نقوم باختباره".