Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ضغوطات الحياة ولياقتك النفسية

ضغوطات الحياة ولياقتك النفسية

A A
يتمتع البعض بقدرة هائلة على القيام بمسؤولياته وواجباته الأسرية والاجتماعية دون أن يتأثر بالأحداث والمواقف السلبية التي يواجهها بشكل يومي وذلك حين يفصل بين مشاعر القلق التي تعتريه وبين اللحظات السعيدة بحيث لا ينقلها معه من مكان لآخر ومن بيئة متوترة إلى بيئات أخرى بحاجة للهدوء وضبط النفس فتجده على سبيل المثال لا يحمل هم العمل وضغوطاته إلى البيت وكذلك لا قدر الله عندما يكون البيت مضطرباً فإنه يتمكن -بفضل لياقته النفسية العالية ومرونته الذهنية- من تجاوز تلك الظروف والمشاعر السلبية التي تستهلك الذهن وتستنزفه وفي الطرف الآخر لا يستطيع كثير من الناس السيطرة على نفسه فتجده مثقلاً بالهموم ومشحوناً بالتوتر متنقلاً به أينما توجه وحل، فحين تواجهه الضغوط في عمله يفرغها في زوجته وأطفاله أو في والديه وإخوته أو حتى في طريقه ربما شتم وسب قائدي السيارات وعمال النظافة في الشوارع!

والحل الوحيد من وجهة نظري هو في أيدينا حيث يتوجب علينا أن نتذكر عند الانتقال من مكان لآخر بأن الآخرين ليس لهم ذنب في تقلباتنا المزاجية ولا بد أن نخوض هذا التحدي مع أنفسنا ونحدثها في كل حين ونهيئها لتكون في أفضل حالاتها، فمثلاً لو كنت عائداً للبيت من العمل أو من أي مكان فحاول أن تضع كل ما تحمله من ضغوط وتوتر قبل أن تدخل وقل في نفسك سأدخل البيت وسأبتسم في وجه زوجتي وأطفالي وسأعانقهم وأتفاعل مع أجوائهم وأعيشها وأشاركهم اللعب مهما كانت حالتي النفسية، وسأقابل والديَّ بابتسامة وأتوقع منهما أي أوامر، وحتى عندما تذهب للعمل أو الأصدقاء تذكر أن تفصل كل ما يقلقك ويحرمك الاستمتاع بوقتك معهم.

فالمسألة باختصار هي ما نبرمج عليه أنفسنا ونهيئها لكي لا نخلط بين الأمور ولكي نتعايش ونندمج مع كل من نتعامل معهم بدون أن يصدر منا ردات فعل سلبية لما نحمله من ضغوطات داخلية تؤثر على سلوكنا إذ ليس لهم ذنب بما يخالجنا من شعور، ومن العقلانية أن نتوازن في جميع تعاملاتنا، وعن نفسي غالباً أسعى جاهداً أن أخفي أي مشاعر سلبية تتملكني ولكني أحياناً للأسف أفشل في كبح جماحها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store