Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد أحمد مشاط

قد تصبح عشوائيات جديدة

الكلمات فواصل

A A
يعجب المرء عندما يذهب إلى الأحياء الجديدة في جدة، فيجد أن الشوارع التي كانت تحفها الرمال أصبحت تطل عليها العمارات ومطاعم الوجبات السريعة وغير السريعة والمعارض من كل نوع وسلعة، لقد أصبحت في فترة وجيزة أحياءً حيّة بل مدناً صغيرة قائمة بذاتها.

وفيما عدا الشوارع الرئيسة والطرق السريعة التي تخترقها فإن الجوانب الأخرى والشوارع الفرعية تنتشر فيها الحفر والمطبات وعدم التزفيت ما يشكل فيها عوائق للساكنين في تلك الأحياء وزوارهم.. أما مشكلات الكهرباء والماء فتلك معاناة أخرى.. ويمكن اختصار كل ذلك في أنها أحياء (مدن) جديدة لا تتميّز ببنية تحتية مناسبة وضرورية.

نشأت مشكلة تلك الأحياء الجديدة في جدة وفي غيرها من مدن المملكة الكبيرة الجاذبة للناس من أجل العمل ولقمة العيش عندما بدأ ذوو الدخل المحدود في شراء قطع الأراضي من المخططات، فبنوها وسكنوا فيها وأحضروا الماء بالوايت وحصلوا على الكهرباء من مولداتهم الخاصة؛ ثم لما ازداد عددهم بدأوا يطالبون بتوفير كل تلك المرافق من مؤسسات الدولة.. فتم تأمين بعضها حسب الإمكانات المتاحة والميزانيات.

كان توفير الخدمات بتلك الشكلية لأنه لم تكن هناك -من قبل- مخططات مستقبلية معتمدة لدى الجهات الحكومية لتُعدّ لها الإمكانات المالية اللازمة والجداول الزمنية والمناقصات لتحقيقها.. واتهام المواطنين للجهات الحكومية بتقصيرها واتهام تلك الجهات للمواطنين هو جدل دائم وسيستمر لمدة طويلة.

الخوف الذي يكتنف هذه المشكلات الكثيرة هو أن تنتقل هذه الحالة السكنية إلى عشوائيات حديثة سيكون من الضروري مواجهتها مستقبلاً وحلها بمليارات الريالات وبمعاناة قاسية لسكانها مثلما واجهت المسؤولين من قبل في العشوائيات القديمة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store