Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

فلكية جدة : نجم "الشعرى" يزين ليالي فبراير

فلكية جدة : نجم "الشعرى" يزين ليالي فبراير

A A
قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة إن ليالي شهر فبراير تعتبر من الأوقات المثالية لرؤية نجم الشعرى الذي يمكن رصده بسهولة، فهو ألمع نجم في قبة السماء وجزء من مجموعة نجوم "كانيس ماجور" أو "الكلب الأكبر"، ومعظم الراصدين في النصف الشمالي للكرة الأرضية يشاهدون نجم الشعرى في الأفق الجنوبي الشرقي أو الجنوبي الغربي في الليالي من الشتاء وحتى منتصف الربيع.

وأضاف المهندس أبو زاهرة أن ليالي فبراير تعتبر وقتاً رائعاً لرؤية هذا النجم، في حين يرصد فوق الأفق الشرقي قبل الفجر أواخر الصيف، وعلى الرغم من لون الشعرى الأزرق الأبيض فهذا النجم يسمى نجم قوس قزح، لأنه غالبًا ما يومض بعدة ألوان، كما أن سطوعه وتغيرات لونه تدفع الناس في بعض الأحيان إلى الاعتقاد أنهم يشاهدون جسماً طائراً مجهول الهوية.

وأشار أبو زاهرة أنه ببساطة هذه التغيرات اللونية تحدث عندما يعبر ضوء نجم ساطع مثل الشعرى من خلال طبقة كثيفة من الغلاف الجوي للأرض، وتؤثر الكثافة ودرجة حرارة هواء الأرض المتفاوتة على ضوء النجوم المرئي خاصة عندما يكون النجم منخفضًا في السماء، وهذا الأمر يحدث مع النجوم أخرى أيضًا، ولكن هذا الأمر أكثر وضوحًا مع الشعرى لأنه نجم ساطع جدًا.

ولفت إلى أن الشعرى يرصد من جميع أنحاء العالم، ويشرق في منتصف المساء في ديسمبر وبحلول منتصف أبريل، وكذلك يغرب في الجنوب الغربي منتصف المساء ومن السهل العثور عليه ولكن يمكن لأي شخص يعرف مجموعة نجوم الجبار أو الجوزاء أن يقوم ببساطة برسم خط من خلال حزام الجبار للعثور على نجم الشعرى .

وأفاد أبو زاهرة أن الشعرى معروف باسم "نجم الكلب"، لأنه هو النجم الرئيسي في مجموعة نجوم "كانيس ماجور"، أو الكلب الأكبر، وخلال فصل الصيف يكون نجم الشعرى وراء الشمس، كما يشاهد من الأرض في نصف الكرة الشمالي، وفي أواخر الصيف، يظهر في الشرق قبل شروق الشمس (بالقرب من الشمس في سماء الأرض).

إلى هذا أكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة أن الراصدين القدماء رسموا أفكاراً حول نجم الشعرى والشمس بسبب الطقس الحار، أو أيام الكلب، ففي مصر القديمة، كان "الشعرى" مرتبطًا بالآلهة المصرية (أوزوريس) و(سوبدت) وآلهة أخرى. وأشار المصريون القدماء إلى أن الشرق يرتفع قبل الشمس كل عام مباشرة قبل الفيضانات السنوية لنهر النيل.

وأشار إلى أنه وعلى الرغم من أن الفيضانات قد تجلب الدمار، فإنها جلبت أيضًا تربة جديدة وحياة جديدة. لقد كان "أوزوريس" إله مصر للحياة والموت والخصوبة وولادة الحياة النباتية على طول نهر النيل، ولكن (سوبدت) - أكثر ارتباطًا مع نجم الشعرى - لكونه "إله الزراعة" في مصر، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا مع النيل، وكان يتم الاحتفال بالسنة المصرية الجديدة بمهرجان يعرف باسم مجيء "سوبدت".

وأبان أن اللمعان الظاهري لنجم الشعرى هو -1.44، وهو بذلك- أكثر إشراقًا - من أي نجم آخر، علمًا بأن هناك نجوماً أكثر سطوعاً من الشعرى من حيث الطاقة الفعلية والضوء الناتج، لكنها أبعد، وبالتالي تظهر باهتة بالنسبة لنا، وعادة، الأجسام الوحيدة التي تتفوق على الشعرى في سماء الأرض هي الشمس والقمر والزهرة والمشتري والمريخ وعطارد (وفي بعض الأحيان يفوق الشعرى لمعان عطارد أيضًا).

وختم رئيس الجمعية الفلكية بجدة بأن الشعرى يصنف كنجم من نوع "A". وهذا يعني أنه أكثر سخونة من الشمس، ودرجة حرارة سطحه حوالي 1,000 درجة فهرنهايت مقارنة بالشمس 10,000 درجة فهرنهايت. وهو نجم تسلسل رئيسي، بمعنى أنه ينتج معظم طاقته بتحويل الهيدروجين إلى الهيليوم من خلال الاندماج النووي، لافتًا إلى أنه يوجد لدى الشعرى مرافق صغير، وهو نجم خافت يسمى بشكل مناسب "الجرو". هذا الاسم يدل على العنفوان، ولكن في الواقع رفيق الشعرى هو نجم ميت يسمى قزم أبيض بحجم الأرض، وهو خافت جدًا، لذلك لرؤيته هناك حاجة لاستخدام التلسكوب.

وقال القرطبي رحمه الله تعالى فى الجامع لأحكام القرآن :

(وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى ) (الشِّعْرى ) الكوكب المضي الذي يطلع بعد الجوزاء، وطلوعه في شدة الحر، وهما الشعريان العبور التي في الجوزاء والشعرى الغميصاء التي في الذراع، وتزعم العرب أنهما أختا سهيل. وإنما ذكر أنه رب الشعرى وإن كان ربا لغيره، لان العرب كانت تعبده، فأعلمهم الله عز وجل أن الشعرى مربوب وليس برب. وأختلف فيمن كان يعبده، فقال السدي: كانت تعبده حمير وخزاعة. وقال غيره: أول من عبده أبو كبشة أحد أجداد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قبل أمهاته، ولذلك كان مشركوا قريش يسمون النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن أبي كبشة حين دعا إلى الله وخالف أديانهم، وقالوا: ما لقينا من ابن أبي كبشة! وقال أبو سفيان يوم الفتح وقد وقف في بعض المضايق وعساكر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تمر عليه: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة. وقد كان من لا يعبد الشعرى من العرب يعظمها ويعتقد تأثيرها في العالم، قال الشاعر:

مضى أيلول وارتفع الحرور ... وأخبت نارها الشعرى العبور

وقيل: إن العرب تقول في خرافاتها: إن سهيلا والشعرى كانا زوجين، فانحدر سهيل فصار يمانيا، فاتبعته الشعرى العبور فعبرت المجرة فسميت العبور، وأقامت الغميصاء فبكت لفقد سهيل حتى غمصت عيناه، فسميت غميصاء لأنها أخفى من الأخرى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store