Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد أحمد مشاط

أبذاتها سلبيات وإيجابيات؟

الكلمات فواصل

A A
تسلك التقانة (التكنولوجيا) في مسيرتها نهج الزمن، فهي تسير في اتجاه واحد مثله.. فالزمن دائم التقدم إلى الأمام، ولا يمكن أن يعطله أو يعيد اتجاهه إلى الخلف أحد من البشر.. ومن المنطقي والطبيعي بأن التقانة تسير في نفس الاتجاه مثله، لأنها لا يمكن أن تنمو إلا في بيئته، وهو جزء من مكوناتها.. وبالإضافة إلى ذلك هي عمل جمعي يشترك فيه كل البشر الذين وصلوا إلى المستوى العلمي الذي يؤهلهم ليساهموا فيها.

من المخالف للعلم وللمنطق ولما وصل إليه الإنسان من فتوحات مذهلة، أن نرى من يقول: دعونا نخترع العجلة من جديد! أو نتعرّف على الاستفادة من النار كما تعرّف عليها الإنسان في عصره الحجري، فهناك إنجازات بشرية دقيقة وطويلة تمنع الرجوع إلى الخلف، وهناك منطق لا يسمح لأن نستجيب لذلك.

وعلى الرغم من أن معظم الناس تُسلِّم بما ذكرنا، إلا أننا نواجه دوماً بشراً يناضلون من أجل أن يمنعوا التقدم، لما يحملونه في أنفسهم من شك وريبة.. ولا شك في أن العلم متاح ليسعد البشرية ويطور حياتها.. ومع أن فيه جوانب كثيرة قد تكون سلبية إلا أن الغالبية العظمى من الإنجازات هي من أجل رفاهية الإنسان وتطوير بيئته بالاستفادة من المنجزات العلمية والتقانية.

التقانة والعلم والاستكشافات ليس في تكوينها عندما تتاح للبشر عقل يصنفها ويجعل منها سلبيات ولا إيجابيات؛ وإنما تنشأ تلك الإشكالات من الذين يستخدمونها.. سواء أكان ذلك من بشر متقدمين أو بشر متخلفين.. فكم رأينا تقانة من المتقدمين تقتل الإنسان وتفجر الأرض، وكم رأينا من الأقل تطوراً استخدامات تثري الإنسان وتبسّط تعقيدات الحياة عليه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store