Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

التوعية.. في منظومة الحج والعمرة

A A
تعتبر وزارة الحج والعمرة من أهم الوزارات التي يعتمد عليها في تحقيق رؤية 2030م، والتي تقوم على ثلاثة محاور وهي: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر ووطن طموح.. ولتحقيق ذلك أنشأت الوزارة (مكتب تحقيق الرؤية) واُستقطبت له كفاءات وكوادر بشرية لوضع أهدافها الإستراتيجية وجعلها متطابقة مع برامج الرؤية؛ لإتاحة الفرصة لأكثر من 30 مليون حاج ومعتمر لزيارة المملكة كل عام.

وكانت بداية المشوار قبل عامين بإقامة ورش عمل لكافة الجهات الخدمية في الحج؛ كمؤسسات الطوافة وشركات حجاج الداخل والجهات ذات العلاقة من الصحة، والأمن العام، والمرور.. إلخ، لوضع تصور عام من كل جهة عن كيفية تحقيق الرؤية، وأثمرت تلك الورش عن أفكار إبداعية لتطوير منظومة الحج والعمرة وجعلها بيئة عمل فعالة ومحوكمة بضوابط ومؤشرات أداء.

ولعل من أهم التحديات التي رصدها مكتب تحقيق الرؤية هي :»تدني مستوى الوعي في منظومتي الحج والعمرة». فتم وضع هدفين إستراتيجيين وهما: رفع مستوى الوعي لدى العاملين في منظومة الحج والعمرة، ولدى الحجاج والمعتمرين.

ولتحقيق الهدف الأول وُضعت خطة لإنشاء مركز تدريب تابع للوزارة لتدريب العاملين في الحج والعمرة. وحتماً فإن اعتماد ذلك لا بد أن يكون بعد حصر الاحتياجات التدريبية. والآن وبعد تعيين سيدات في مجالس الإدارات -وهي خطوة تشكر عليها الوزارة- أصبحت الحاجة أكثر إلحاحاً لجعل المركز يتسع لتدريب المطوفات وتأهيلهن وبما يحقق نجاح دخولهن الميدان. علماً بأنه قد سبق أن تم رفع دراسة حول الاحتياجات التدريبية للمطوفات، ونتمنى أن تكون الوزارة قد استفادت مما أرسل لها من قبل فريق من المطوفات -المبادرات- بحصر الاحتياجات التدريبية؛ لأنه في ظل رؤية 2030 سيتم رفع مشاركة المرأة من 22% إلى 30% وهذا يتطلب دخول عدد أكبر من المطوفات وبما يتوافق مع إمكانات المرأة والتزامها بتعاليم الشريعة الإسلامية.

كما أن إنشاء مركز تدريب لا بد أن تكون الأسعار فيه بما يتناسب مع أوضاع الكثيرين، فالأسعار الباهظة -مثل دبلوم الحج والعمرة الذي أقيم بإحدى الجامعات السعودية (بمبلغ 6500 ريال) قد تكون سبباً في عزوف الكثيرين عن أخذ الدورات فلا يتحقق الهدف الاستراتيجي من التوعية! بل لابد من الاستعانة في التدريب بالكوادر البشرية المؤهلة وذوي الخبرة في الميدان..

وأما بالنسبة لتوعية الحجاج والمعتمرين فقد قامت الهيئة التنسيقية -مؤخراً- بالاهتمام بالجوانب التوعوية والإرشادية للحجاج -حسب مجلة الرفادة صفر 1440هـ لموسم حج 1439هـ- فقامت بطباعة منتجات توعوية وإرشادية باللغات العربية، والانجليزية، والفرنسية، والتركية والملايو، والأوردو تحت شعار (الحج تراحم لا تزاحم)، وتم توزع تلك المطبوعات على كافة حجاج المؤسسات حسب جنسياتهم.

ما نأمله هو أن ترسل مثل تلك المطبوعات لهم قبل قدومهم وإجراء التوعية لهم في بلادهم؛ لتكوين القناعة اللازمة بكل التعليمات والارشادات المعتمدة؛ فمحدودية الزمن وضغوط أخرى في مكة.. ربما تكون عائقاً دون وصول الرسالة المطلوبة.

إذن فالتصدي لكافة الظواهر السلبية والممارسات الخاطئة التي يقوم بها بعض الحجاج -عن جهل- مهمة جداً في التوعية؛ فالوعي هو أول خطوات أمن وسلامة الحجاج؛ والحج هو التجمع الذي يظهر حضارة المسلمين بأبهى صورها.. فهل يتحقق هذان الهدفان في التوعية؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store