مَن يرى مطار الملك عبدالعزيز بجدة، الذي ما زال يستقبل الشريحة العظمى من المسافرين من داخل المملكة وخارجها، يشعر بالأسى لما آل إليه من الهزال وعدم تحمُّله لتلك الأعداد الهائلة من المسافرين، بالإضافة إلى عدم ملائمته للواقع الذي تعيشه بلادنا من التطوُّر الهائل في مختلف المجالات الحياتية، ولا يليق بمكانة بلادنا الحبيبة، التي تخطو خطوات مُتباعدة في الجوانب التنموية، خاصةً إذا أخذنا في الاعتبار أنه -أي المطار- يُعدُّ الواجهة الحضارية الأولى؛ التي يراها ملايين المعتمرين والحجاج من مختلف بقاع الأرض، ولعلَّ الأكثر إيلاماً أن مطار الملك عبدالعزيز الجديد الذي سعدنا ببنائهِ وتجهيزهِ، ويُعدُّ من أفضل المطارات في الشرق الأوسط، تم تأخير افتتاحه بصورةٍ غير مبررة لعدّة مرّات، مما يطرح التساؤلات حول الأسباب التي أدَّت إلى ذلك، ولِمَ لم نُسارع في حلّها، فقد يكونُ ذلك مُؤشِّراً لوجود فساد إداري، فقد كنتُ قبل أربعة أعوام، وبالتحديد في منتصف عام 2015، ضمن مجموعة من الإعلاميين والمسؤولين الذين تشرَّفوا بالاطلاع على ذلك المنجز الرائع، حيث بُلِّغنا من قِبَل قيادة الطيران المدني أن افتتاحه سيكون في بداية عام 2016م، لكن لم يحدث ذلك، حيث تم تأجيله عاماً آخر، ثم عاماً آخر بعده، ثم كان الافتتاح الجزئي في منتصف عام 2018م، لبعض الرحلات الداخلية، ومنذ ذلك اليوم لم يتم افتتاحه ليكون بديلاً للمطار السابق المهترئ، فما هي الأسباب؟.. ومَن يقف خلف ذلك؟!.
وبنفس الحال، وبنفس المدة الزمنية تقريبًا كان حال قطار الحرمين الذي طالت فترة بنائه وتعثَّرت عدّة مرات حتى اكتماله هذا العام، لكن لم تكتمل فرحة المواطن بذلك الافتتاح، حيث تفاجأ المواطن بالغلاء الفاحش في أسعار التذاكر، الذي دفع بالكثير منهم إلى استخدام وسائل النقل الأخرى المحصورة بالطبع في الطيران والعربات، كما فُوجئ المواطن القادر على دفع تلك التذاكر الباهظة الثمن، أن مواعيد رحلاته تقتصر على يومي الخميس والجمعة، فأي قطار هذا، وأي خدمة تلك؟.. فحتمًا لن يُقبِل عليها أحد، لذا لابد من إعادة النظر في أسعار التذاكر، ومواعيد الرحلات التي يستوجب أن تكون يومية، ولعدة مرات في اليوم، فهل تلتفت وزارة النقل وهيئة الطيران المدني لتلكما الحالتين الفريدتين عالمياً في حالهما؟!. والله من وراء القصد.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
