Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

فتاوى خنفشارية من مجهولين

A A
أصبحت الساحة مليئة بالغث أكثر من السمين، أما الفتوى في الدين والعلاقات الاجتماعية والأسرية فامتطى صهوة معظمها النكرة والجاهلون عبر وسائل التواصل الحديثة.

فقد تحدثت من قبل عن من قال بأن طاعة الزوج أوجب من طاعة الوالدين وأيضاً كتبت عن من قال بأن زنا المحارم أخف من ترك صلاة الفجر!.

واليوم يسأل سائل عن من يبدأ بالسلام عليه من الوالدين: الأم أم الأب. المفتي الخنفشاري المجهول قال في رسالة تم تداولها من خلال الواتس اب: بأن الواجب أن يبدأ بالأب ولم يأتِ بدليل واحد شرعي بل خلط بين ذلك وبين القوامة، ولت وعجن بجهل مطبق حتى قال إن أمرتك الوالدة بأمر ورفضه الأب تطيع الأب.

وجهل هذا بأن لكل مقام مقالاً، وحال تواجد الأم والأب معاً والوضع الذي هما فيه وعليه يفرض عليك بمن تبدأ، مثلاً إذا الأم على باب الحجرة والأب بداخلها، هل من الأدب تخطيها والدخول بدون سلام، أما إذا هما معاً جلوس فالأب نبدأ به، فحال التواجد هو الذي يفرض الأولوية وأيضاً الطاعة سواء للأب أو للأم في أمر مخالف للشرع أو فيه ارتكاب للذنب فلا طاعة للأمر به مثلاً إن الأم مريضة أو أحد والديها مرضى ومنع الأب العلاج أو الزيارة فلا طاعة له لأن الطاعة المطلقة لله وهو عز في علاه لم يأمر بخلاف الشرع في حين أننا كالوالدين وكبشر ممكن أن يصدر منا بل مؤكد يصدر الخطأ المخالف للشرع.

أما في حال طلب الوالدة شيئاً ومنعه الأب من الطاعة وهو مقبول المنع كخروج زيارة أو لحفل أو ما شابه من أمور ليس لها الضرورة والأهمية فطاعته أوجب.

هناك أمور فقهية اجتماعية أسرية تحتاج تفصيلاً وعناية وليس كما هو الحال التعميم المطلق.

نحن في زمان الفوضى الفكرية وسرعة انتشارها، فلهذا وجب وجوباً تاماً تحصين الأبناء من هذه الأفكار والمقاطع التي لم ينزل الله بها من سلطان، والمصيبة الكبرى أن البعض يجزم بأن قوله صواب.

طالما هناك انتشار سريع لكل قول والأيام حبلى بوسائل تواصل أسرع والتقنية والاختراعات لن تتوقف فسوف نرى العجب والمشكلة ليست في الاختراعات بل إساءة استخدامها هي المصيبة الكبرى، وكلما كثر القطيع زادت البلوى وعمت، نسأل الله العافية وهداية المسلمين أجمعين.

ونختم بثلاث فوائد وثمرات تصل بالصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم.

• إنها سبب لنيل رحمة الله له، لأن الرحمة إما بمعنى الصلاة كما قال طائفة وإما من لوازمها وموجباتها على القول الصحيح، فلا بد للمصلي عليه من رحمة تناله.

• إنها سبب لدوام محبته للرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به.

• إن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم سبب لمحبته للعبد، فإنها إن كانت سبباً لزيادة محبة المصلي عليه له، فكذلك هي سبب لمحبته هو للمصلي عليه صلى الله عليه وسلم.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store