خبراء : "ستاندرد تشارترد" يسهم في رفع التنافسيه ويعزز من حجم القطاع المالي

يعطي دخول بنك ستاندرد تشارترد إلى السعودية، مؤشراً على متانة الاقتصاد السعودي وجاذبية السوق السعودية للبنوك العالمية بحسب خبراء، إذ إن تلك البنوك تجري فحصاً للبيئة الاستثمارية والتشريعية وتقيس معدلات النمو الاقتصادي وحجم الفرص في الأسواق الجديدة، وتقرر المضي قدماً في حال توفر ما يضمن لها النمو والاستمرارية.

​وأشار خبراء إلى أن البنوك العالمية تأتي عادة بخبراتها وقدراتها الفنية والتمويلية وتطوير رأس المال البشري في الأسواق التي تدخل فيها، ويبنى ذلك على مستويات ربحية مجزية ونمو مستدام، وهو ما يتحقق في السعودية، إذ إن من أهم عوامل الجذب فيها البيئة التشريعية ورؤية 2030 بمشاريعها وتنوعها، ما شجع البنك على القدوم للسعودية.

رجل الاعمال ابراهيم السبيعي عضو مجلس ادارة بنك البلاد ، قال: ان المملكة مقبلة على نمو اقتصادي كبير و رؤية مستقبلية طموحة 2030 ، فتحتاج الى آليات جديدة و ادوات تمكنها من هذه النقلة في الاقتصاد ، و من ضمن هذه الادوات هو وجود بنوك عالمية يساعد الاقتصاد ، إضافة الى وجود منافسة و خبرات اجنبية يستفاد منها .

وعن المنافسة بين البنوك المحلية و الاجنبية قال :

هناك ايجابيات كبيرة لهذا التنافس بالرغم من ان هذا الامر سيأخذ حصة من السوق ، ولكن سيضيف خبرات جديدة و ادوات تمويلية جديدة ، لأن السوق لدينا كبير ، اضافة الى قوة الريال السعودي و الاستقرار هي عوامل مساعدة لنجاح المشاريع الاقتصادية .

واضاف : قوة الاقتصاد السعودي تحتاج الى تقنيات جديدة و متطورة و تحديث في الانظمة و البرامج سواء في البنوك او في القطاع المصرفي بشكل عام ، نحن مقبلين على رؤية يجب ان نواكبها من الان ، للمساعدة في التنمية الاقتصادية .

وعن العملاء الذين سيتعاملون مع البنوك الاجنبية قال : أي قطاع يؤدي خدمات جيدة و اضافية سيقبل عليه السعودي و غير السعودي ، وهذا ينطبق ايضا على البنوك ، فمتى ما قدم البنك الاجنبي اضافات و تسهيلات بالتالي ستجذب العملاء ، الذي في الاساس يحتاج الى الخدمات ، ومن المعروف ان القطاع المصرفي عدده محدود ، واصبح هناك اندماجات ، وخرج من السوق او القطاع عدد من البنوك ، و الان نحن نعوض ذلك بوجود بنوك اجنبية كبيرة ، و مؤسسة النقد لديها انظمة جيدة و حريصة على مافي مصلحة العملاء .

من جهته اكد الدكتور عبدالله المغلوث عضو الجمعية السعودية للاقتصاد، ان قرار فتح فرع لبنك "ستاندرد تشارترد" ، هو قرار ايجابي سيقدم برامج تمويلية للشركات و المواطنين ، كما سيسهم في رفع الناتج المحلي و تقديم منتجات تنافسية عن البنوك الأخرى المرخص لها .

و قال : وجود بنوك اجنبية سيفتح فرص وظيفية ويطور القطاع المالي ، اضافة الى ان وجود سياسات مثل هذه تتماشى مع رؤية 2030 في التنويع من مصادر الدخل ، حيث تدعم هذه السياسات البرامج المالية وتحفز للاستثمارات من خلال تقديم افضل المنتجات و الاليات الجديدة التي تحتاج اليها الشركات

و اضاف : القوة التي تتمتع بها المملكة سياسيا و اقتصاديا جعل مثل هذه البنوك العالمية تفكر جديا في ان يكون لها تواجد ، فضلا عن السياسة المالية القوية ممثلة في وزارة المالية و مؤسسة النقد التي سهلت على هذا البنك فكرة الانتشار و خاصة في المملكة.

في حين قال الخبير والمحلل الاقتصادي فضل البوعينين ان وجود بنك "ستاندرد تشارترد" سيفتح الباب امام بنوك اجنبية اخرى وفق ضوابط معلنة مسبقا؛ ما يعزز منظومة البنوك الأجنبية من جهة ومجمل البنوك العاملة في السوق السعودية من جهة اخرى.

وقال : من المؤكد ان يسهم البنك في تطوير القطاع ورفع تنافسيته وسيعزز من حجم القطاع المالي السعودي يعتبر ستاندر تشارترد احد اكبر البنوك البريطانية ذات الانتشار العالمي ما يعني تحقيقة اضافة نوعية للسوق السعودية ومن المؤكد ان يكون له دور اكبر في تطوير الخدمات والمنتجات المصرفية والتقنية. وسيسهم ايضا في توليد وظائف جيدة للسعوديين.

واضاف : يتمتع البنك بملاءه مالية وكفاءة تشغيلية وجودة استثمارية ذات ابعاد عالمية. دخول البنوك الاجنبية ومنها ستاندرد تشارترد سيدعم المنظومة التمويلية وسيوفر قاعدة مهمة لتمويل القطاع الخاص وتحفيز سوق السندات وتوفير الدعم المالي المطلوب لمشروعات القطاع الخاص محليا وخارجيا .

وقال : دخول البنوك الاجنبية إشارة واضحة لكفاءة السوق السعودية وجاذبيتها ومتانة الاقتصاد الوطني اضافة الى تاكيد على اكتمال البنية التحتية ذات العلاقة بالتشريعات والانظمة المتوافقة مع المعايير الدولية.

واكد الدكتور سالم باعجاجة استاذ الاقتصاد بجامعة الطائف ، ان القطاع المصرفي في المملكة قطاع واعد و كبير ، والمملكة تحتاج الى مزيد من تواجد المصارف العالمية بفتح فروع لها خاصة وان المملكة تعمل حاليا على فتح آفاق كبيرة على جميع الاصعدة و مع دول كبيرة في العالم .

واضاف : وجود هذا البنك سينعكس بالتالي على الناتج المحلي الوطني ، اضافة الى انه سيكون هناك تسهيلات كبيرة من ناحية الخدمات المصرفية كونه بنك عالمي و له فروع كثير في شتى دول العالم .

من جهته اكد أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية المتحدث باسم البنوك السعودية أن دخول بنك (ستاندرد تشارترد) للسوق المصرفي السعودي أتى في توقيت جيد ومناسب للغاية لاسيما وأن القطاع المصرفي يشهد حراكاً من الاندماجات التي أعلن عنها بين البنوك المحلية مثل بنك ساب مع البنك الأول، واتفاقية التفاهم المبدئية لاندماج البنك الأهلي مع بنك الرياض، ودخول بنوك جديدة إلى السوق المصرفي السعودي عاملاً رئيساً في تحقيق التوازن، ويعوض ما قد يحدث من انخفاض في عدد البنوك.

و قال : أن القطاع المصرفي في المملكة شهد خلال الفترة الماضية تطورات مما أهله إلى أن يحتل مكانة متقدمة للغاية بين القطاعات المصرفية العالمية، إذ صنف القطاع الرابع على مستوى العالم من حيث القوة والمتانة المالية وفق تصنيف وكالة "فيتش" العالمية، كما شهد القطاع خلال السنوات القليلة الماضية تطورات كبيرة فيما يتعلق بأعداد البنوك التي رخصت لها مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) بمزاولة الأعمال المصرفية في المملكة، حيث وصل عدد التراخيص إلى (28) ترخيصا لمصرف محلي وخليجي وأجنبي.