« ريما » رمية معلم

بما أنني أبو البنات، وكنيتي أبا سهام، تجدني أميل نحو وأناشد كل ما هو مؤنث من قرارات ونجاح وتعيين وإثبات الذات والتفوق والتقدم نحو مستقبل باهر في هذا البلد الآمن تحت راية الإسلام وفي ظل قيادتنا الرشيدة. انفلج صدري حين صدر الأمر الملكي في 23 فبراير 2019م بتعيين صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفيرة لدى أقوى وأغنى وأرقى دولة في العالم الولايات المتحدة الأمريكية.

القرآن الكريم مليء بما يضمن إكرام المرأة وتقديرها. فها هي ريما حفيدة عفت الثنيان طيب الله ثراها تهل علينا، فمن الواجب أن يعيش الجنسان عيشة لائقة تليق بالإنسان، ذلك المخلوق الرائع الذي اختاره الله كي يكون أكرم مخلوقاته وخليفته في الأرض وعلى الإنسان أن يعيد النظر في القوانين (التقاليد) التي وضعها الأموات.

المرأة في بلدنا العادل، تجد نفسها تتعرض لمتاعب وأكثر من تلك التي يتعرض لها الرجل، تقوم المرأة بما هو مطلوب منها من أعمال خارج المنزل، رغبة منها في مساعدة والدها أو أخيها أو زوجها، وحين تعود المرأة العاملة الى المنزل بعد يوم كامل من العمل المضني والشاق، تجد أن أشغالاً أخرى في انتظارها، من طبخ وتنظيف وغسيل، ومن عطاء متواصل للمحبة التي لا يستطيع أي إنسان أن يعيش بدونها. ولكن رغم كل التضحيات التي تقدم عليها المرأة، أقول رغم كل الأعباء التي تقع على عاتق المرأة، فإن حياتها دون مستوى الطموح، فما هي السبل الكفيلة بتحسين صورة المرأة. مجتمعنا يرزح تحت ثقل كبير من المعتقدات الإيجابية التي وصلتنا من الحضارات التي عاشت في ربوعنا، كما أننا قد ورثنا الكثير من التقاليد السيئة التي نجدها متفشية بين الناس بسبب التدني في الثقافة، فالتقاليد ليست إلا قوانين تفرضها الأموات على الأحياء. الأب يمكن أن يكون حنوناً متعاطفاً مع الابنة، يتفهم حاجاتها، ويحرص على مساعدتها لتحقيق أهدافها، والوصول الى أحلامها المشروعة. ولكن من ذا الذي يبيح للأخ المتزمت غير المتعلم أن يتحكم بمصير شقيقته وأن يأمر وينهى بما لم يرضَ به الله. لقد أباح الدين للفتاة أن تتزوج من الرجل الذي يختاره والدها ثم يعرضه على ابنته لأخذ قرارها لا غيرها. ماذا تفعل إن لم يوجد الأب؟، فهل الأخ أو الخال أو العم مثل الأب؟ . لا ولا . لا مثيل للأب ولا للأم . فها هي ريما تقول : من شابه أباه بندر بن سلطان فما ظلم وها هي ريما تقول : من شابه أمه هيفاء الفيصل فما ظلم.