Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

خاف الله فيني يا دكتور؟!

A A
الجملة التي تصدرت عنوان هذا المقال جاءت في تغريدة للدكتور خالد العتيبي، استشاري جراحة الكلى والمناظير بكلية الطب بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، في موقعه بتويتر، قال فيها:

«خاف الله فيني يا دكتور».. كلمة أطلقها شاب مريض لي اليوم ونحن في غرفة العمليات قبل التخدير في أول وهلة ابتسم الجميع.. لكن اقشعر بدني من كلمات المريض وكأني أول مرة أجري عملية، كلمات لها معنى كبير، تصدر من شخص وضع ثقته بعد الله في الطبيب المعالج..

نعم أقول للأطباء «خافوا الله في مرضاكم».

****

شعرت بنفس ما شعر به الدكتور العتيبي تجاه هذه الكلمة التي خرجت من قلب هذا المريض الشاب الذي سلم أمره لله.. ثم لمبضع الجراح، وتداعت أمامي في نفس الوقت ذكرى الصديق الإنسان الدكتور غازي القصيبي واللفتة الصغيرة.. الكبيرة المعنى حين كان معاليه وزيرًا للصحة عندما اعتمد شعارًا يوضع في كافة المنشآت الصحية والمستشفيات يعتمد الآية الكريمة التي تقول: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80]. إنها الإنسانية حين يشعر بها المسؤول في أي مرفق يخدم الناس، فما بالك بذلك الذي يمكن أن تكون فيه حياة الفرد أو موته؟!

****

وإذا كان المرض كربًا يصيب الإنسان، وشفاؤه موكولاً للقدرة الإلهية، فإن مراجعة المؤسسات والهيئات الحكومية الخدمية هو كَرْبٌ من نوع آخر.. ورغم تحسّن الخدمات كثيرًا عما قبل، فهناك البعض الذين يجدون في تعقيد الإجراءات نوعًا من المتعة الذاتية. وهي مناسبة هنا لطرح اقتراح سبق وأن قدَّمته من قبل وهو أن تتبنى المؤسسات الخدمية شعاراً يتمثل في قوله صلى الله عليه وسلم: «يسّروا ولا تعسّروا». وآمل أن يُدرس هذا الاقتراح بجدية ويخرج هذا الشعار إلى النور ليراه المواطن في كل وزارة ومؤسسة وهيئة حكومية ويكون قدوة لكل موظف في عمله، وعامل في مصنعه، ومسؤول على كرسيه.

#نافذة:

«اللهم من وُلِّي من أمر أمتي شيئاً فشقّ عليها فاشقق عليه ومن وُلي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به».

حديث نبوي

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store