حسب آخر إحصاء لمنظمة الصحة العالمية، الأربعاء 6 سبتمبر 2018م، فإن عدد البالغين المصابين بمرض السكري زاد أربعة أمثال على مستوى العالم في أقل من 40 عاماً، وبلغ 425 مليون شخص. وفي حديث لوكالة الأنباء السعودية (واس) إن إحصائيات الاتحاد الدولي للسكري بينت أن المملكة العربية السعودية تعد الأعلى من بين دول العالم في الإصابة بمرض السكري حيث إن ربع السكان مصابون بهذا الداء.
إن انتشار هذا الداء ليس بالضرورة ارتباطه بمستوى رفاهية المجتمع. غرقت دول مجلس التعاون الخليجي بعواصف غذائية غربية مدمرة للبيئة الصحية ابتداء من أطفالنا في الحضانة إلى كبار المسنين خلال الثلاثين عاماً الماضية. وتدل الإحصائيات الصادرة من المكتب التنفيذي للأمم المتحدة للزراعة والصناعة لمنطقة الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط بالنسبة للفرد المواطن أن نسبة استهلاكه لمادة السكر ارتفعت بنسبة 300% خلال الثلاثين سنة الماضية. يجب على وزير الصحة إعلان الحرب على مرض السكري بتأسيس برنامج وطني في المملكة وهي الخطوة الأولى لتكريس مكافحة هذا المرض. هذا البرنامج يمكننا من أن نربط بين المراكز الصحية والأقسام الطبية.
وقد ثبت فعالية مردود البرنامج الوطني في الحفاظ على جودة الرعاية الصحية لمرضى السكري عبر نظام الرعاية الصحية. تتلخص توصياتي إلى معالي الوزير من الإستراتيجية للخطة الوطنية في إعلان الحرب على السكري في: أولاً صياغة أهداف يمكن قياسها لمكافحة السكري، وثانياً تحديد حجم مشكلة السكري، وثالثاً التقييم الواقعي لوضع السكري، رابعاً التعاون مع العاملين في الرعاية الصحية الأولية في مجال السكري بما في ذلك رفع الوعي العام حول محاربة السكري ولاسيما من خلال التثقيف العام إضافة إلى تحديد أولويات الاحتياجات الوطنية، وأخيراً إعداد ونشر بروتوكول توافقي للإدارة العلاجية للسكري وبدء نظام بحثي حول السكري. والبرامج الوطنية للحرب على السكري تتضمن الاعتبارات الاقتصادية في استمرار الزيادة في انتشار السكري في بلادنا بسبب تقدم عمر السكان والتغيرات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية. تصل تكاليف الإنفاق على رعاية مرضى السكري من ضعفين إلى أربعة أضعاف التكاليف التي تنفق على غير المصابين بالسكري في أكثر أنظمة الرعاية الصحية في العالم . لقد اكتشفنا نحن الأطباء جنود الحرب أن أكبر مكونات التكاليف المباشرة والتي تتخطى نسبة 80% هي التكاليف الخاصة بالمعالجة والإدخال في المستشفيات وبخاصة لمعالجة المضاعفات المزمنة. ولذلك تعد الوقاية من المضاعفات هي أكبر الاهتمامات في رعاية السكري. يحتاج البرنامج الوطني لمكافحة السكري إلى معلومات واضحة ومحددة حول الوضع الراهن لهذا العدو.
«ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه».
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
