Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

خُلص الكلام!!

A A
لا تنقضي سنة إلا ويقل كم التفاؤل الذي نحمله حول إمكانية نهضة أمتنا العربية من السبات الطويل والتردّي المهلك الذي هم عليه ليصبح العرب جزءًا من العالم الحديث بكل تجلياته السياسية والاقتصادية والفكرية.

****

لقد عاش العرب، طوال هذا القرن كما يقول المفكر محمد عابد الجابري، على ثلاث قضايا رئيسية: مقاومة هيمنة الغرب وتحقيق نوع من الوحدة بين أقطارهم وتحرير فلسطين. وهاهم العرب اليوم يقفون أمام هيمنة الغرب بلا أمل في التحرر منها في المستقبل المنظور، وها هي دولتهم القُطرية تفرض نفسها كواقع يعاند أي تفكير في الوحدة معاندة تامة، وأخيرًا وليس آخرًا: ها هي إسرائيل قد انتزعت اعترافهم بينما يواجه الفلسطينيون مصيرًا مجهولاً.

****

ولعل الكاتب الصديق الدكتور أسامة عبدالرحمن -رحمه الله- قد أجاد في كتابه (المأزق العربي الراهن) في رصد هذا الوضع المتدني لأمتنا العربية، حين خلص إلى أن صورة الواقع العربي (تتجاوز حدود القتامة) حيث النكوص والارتداد يهيمنان على الساحة، إضافة الى انعدام الثقة في قدرات الأمة وإمكاناتها وسقوط الهم الوطني وضلوع الشريحة المتنفذة في الفساد بينما غالبية المجتمع تطحنها رحى الفقر والبطالة.

****

هذه الرؤية سبق بها الدكتور أسامة عبدالرحمن كل الطروحات الحديثة عن إصلاح المجتمع العربي.. أي قبل الحادي عشر من سبتمبر، وقبل مشروع الشرق الأوسط الكبير (الأمريكي). لكن مازال بعضنا يرفض شتى دعوات الإصلاح من منطلق أنها دعوات خارجية وأن الإصلاح يجب أن ينبع من الداخل.

فهل حان الزمن الذي نتحدث فيه عن قضايانا الحساسة بمزيد من الشفافية ونبتعد فيه عن ضبابية توغل في العموميات وتتجنب الدخول في التفصيلات خشية الاصطدام بالزوايا الحادة؟.

#نافذة:

* ان الوضع العربي الراهن يحتم علينا أن نضع الأصبع على الجرح وإن أوجع، وأن نتعدى مرحلة الكلام إلى مرحلة الفعل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store