Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز معتوق حسنين

نصف الدنيا وأم الدنيا

A A
أنصُّ هذه الكلمات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الثامن من مارس، وخير ما أبدأ به ما ذكره عن المرأة الملك عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه قال: أمي امرأة وأختي امرأة وابنتي امرأة وزوجتي امرأة وسيأتي اليوم الذي ستتمكن فيه النساء من قيادة السيارة. وها هو الملك سلمان وولي عهده الأمين يسمحون للمرأة بقيادة السيارة. وهكذا بدأ دعم المرأة من خلال السماح لها باستخراج البطاقة الشخصية، والسماح لها مباشرة باستخراج السجل التجاري وهذا ما قامت به اثنتان من بناتي، ومباشرة أنشطتهما التجارية بنفسيهما. ويشاء الله أن يرزقني الله بست بنات لا غير والحمد لله على ذلك فهن نصف الدنيا وأم الدنيا.

في عام 1844م تلقت كليات الطب الرئيسية في الولايات المتحدة الأمريكية طلباً للالتحاق بها ويعتبر الطلب فريداً من نوعه غريباً مثيراً وغير متوقع . فلقد كانت صاحبة الطلب فتاة رغبت في أن تتعلم الطب لتصبح أول طبيبة في العالم. واستولت الدهشة على عمداء هذه الكليات وردوا على صاحبة الطلب الجريئة بأنه ليس في وسعهم قبول طلبها لأنه بلا سابقة. ورأى الكثيرون أن الطب مهنة خاصة بالرجال ولا دخل للنساء فيها. هكذا كان المفهوم العام في الولايات المتحدة الأمريكية قبل مائة وسبع وستين سنة. ولكن من كانت تلك الفتاة الجريئة؟ . كانت مدرِّسة مجتهدة ومغمورة وكان اسمها اليزابيث بلاكويل. وكانت لدى عودتها مساء إلى غرفتها تنكبُّ على كتب الطب والتشريح التي كانت تبتاعها بما تدخره من مرتبها الضئيل. وغايتها من ذلك دراسة الطب. وكادت اليزابيث تيأس لهذا الرفض وأيقنت أن حلمها سينهار. ولكنها ذات يوم تلقت خطاباً من كلية جنيف الأمريكية للطب أبكاها من شدة الفرح، فلقد جاء في الخطاب أن عمادة الكلية بعد التداول الطويل الدقيق رأت أنه ليس ثمة سبب مشروع يحول دون السماح لفتاة أكملت دروسها الثانوية بدخول كلية الطب لدراسة هذا العلم. وكانت الشهور الأولى في كلية الطب عبئا ثقيلاً على كاهل اليزابيث ولكنها انتصرت على كل العقبات. اليزابيث بلاكويل فتاة بريطانية ومثال على تأكيد الذات مع العزم والحزم والمثابرة..

فعلينا أن نتوقع كم المعاناة الذي عانته الطالبة اليزابيث وبالذات مع زملائها من الطلبة الذكور، فمن مبغض لها مشمئز من تقمصها لمهنة من مهن الرجال آنذاك، إلى غيور حاسد على إصرارها لتكون طالبة مجتهدة وطبيبة ناجحة، إلى معجب بعزمها وإصرارها على النجاح ويخشى الاعتراف بذلك خشية من سخرية زملائه.

عادت إليزابيث بلاكويل إلى بلدها بريطانيا لتأسيس أول كلية طب للبنات عام 1874م وسميت الرويال فري هوسبتل كلية الطب في لندن في شارع اسمه «هنتر ستريت». وبعدها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من جامعة لندن وفتحت أبوابها للرجال كذلك. والظريف في هذا أنني تخرجت من هذه الكلية «كلية الرويال فري هوسبتل للطب» التابعة لجامعة لندن. فالنساء هن نصف الدنيا وأم الدنيا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store