Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

نعم للاعتراض على المرور.. ولكن!!

ضمير متكلم

A A
* تفاجأ أحد الأصدقاء برسالة تأتيه من «المرور» على هاتفه المحمول، تُخْبره بِتَجَاوز مركبته لإحدى الإشارات وهي حمراء في «إحدى المحافظات»؛ وهو لم يزرها منذ سنوات، الصَّدمة جَعَلَتُه يضع كل الاحتمالات، وكانت النتيجة أن هناك خطأ مَا، فسَيّارته بالتأكيد لم تَكن هناك، ولم ترتكب تلك المخالفة!

* تواصل مع «مسؤولي مرور المدينة المنورة» التي يسكنها، وقدّمَ اعتراضه، فوعدوه بالتّرَاسل مع «المرور في تلك المحافظة» لبحث القضية، والتحقيق فيها، ولكن الأيام تمضي والغرامة سوف تتضاعف، ولم يحدث أي شيء إلا الوعود تتلوها أخرى!

* مما اضطره إلى أن يلجأ للعلاقات الشخصية لمعالجة الأمر؛ حتى تَوَصَّل لـ»رَجُل المرور» الذي رصد المخالفة، الذي بعد محادثته وإخباره بالحقيقة، أخذته العِزّة، فلم يعترف بخطئه، بل أَصَرَّ على موقفه، وأَقْسَم عليه؛ فما كان من صديقي الذي أثق فيه تمامًا إلا أن يدفع مبلغ مخالفة لم يرتكبها!!

* تلك الحكاية تذكَّرتها (وإدارة المرور) تُعلِن إطلاقها لـ»خدمة الاعتراض الإلكتروني» على المخالفات المرورية، التي ستنطلق في مرحلتها الأولى من «منطقة القصيم»، على أن تتاح في بقية مناطق المملكة قبل نهاية 2019م، وستكون متاحة من خلال بوابة «أبشر».

* فالشّكرُ كله لـ»المرور» على تلك الخطوة الموفقة التي ستُوفِّر الجهد والوقت على الراغبين في التقدُّم بالاعتراض على المخالفات المروية، ولكن الأهم من الاعتراض التّعَامُل معه بجدية، وفتح تحقيقات شفَّافة ومنصفة تبحث عن حق قائد المركبة قبل مجاملة منسوبي المرور؛ والتّأمين فقط على كلامهم، مهما كانت المُعطيات؛ فالخطأ البشري وارد.

* وبهذه المناسبة، بما أننا نتحدَّث عن «المرور»، فمن المُسَلّمَات أن (غراماته)؛ هدفها حماية الأرواح والممتلكات، وضبط حركة السّير؛ بما يُحقِّق الانسيابية والسلامة الجميع؛ ولذا ما أرجوه أن يعمل على تطبيق آلِيّة الثواب كما يفرض العقاب، فمَن يكون سِجلّه المروري خاليًا من التجاوزات لمُدد معينة يكسب نقاطًا، بها تسقطُ عنه بعض العقوبات اللاحقة، أو يتم تخفيفها، كما يكون بِسِجِلِّهِ النظيف مُرشَّحًا لجوائز وحوافِز تُقدِّمها شركات راعية.

* أخيرًا، لن أملُّ مِن طرح أُمنيتي بالنظر في حال مَن تراكمت عليهم الغرامات المرورية، الذين كثير منهم اضطرتهم ظروفهم الاقتصادية إلى العجز عن سدَادِها، وهذا ترتَّب عليه مضاعفتها، وأن يَتبَعها غيرها، لعدم قدرتهم على تصحيح أوضاع رُخَصِهِم المرورية المختلفة، والنتيجة مطالبتهم بعشرات الألوف من الريالات؛ وكان من تَبِعَاتِ ذلك أنهم يُعانون اجتماعيًا ونفسيًا، فهم جرّاء ذلك محرومون من بعض الخدمات التي يحتاجون إليها؛ فمتى تنتهي معاناتهم؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store