Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مدرسة «بين هناكين» !!

منذ أسس «ملك الشفافية» ـ أعاده الله موفور الصحة والعافية ـ «مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني»، وحراكنا الثقافي الفكري يتلاطم بشتى الرؤى والتطلعات، التي ظل كثيرٌ منها حبيس التردد، و»القَدْقَدَةِ»!

A A

منذ أسس «ملك الشفافية» ـ أعاده الله موفور الصحة والعافية ـ «مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني»، وحراكنا الثقافي الفكري يتلاطم بشتى الرؤى والتطلعات، التي ظل كثيرٌ منها حبيس التردد، و»القَدْقَدَةِ»! وأصبح الناس يرون تحت ضوء الشمس مختلف الألوان، التي كانت موجودةً، ولكن في «ظل راجل ولا ظل حيط»؛ فالحيطان لها «آذان»، و»عيون»، و»أنوف»، سكِّنْهم مساكنهم يارب!وأصبح الناس يعرفون جيداً أن من يملك «المايكروفون»، ويجعله ميدالية لمفاتيحه، ولا ينام إلا وهو تحت وسادته، ليس هو بالضرورة من يملك «الحقيقة»؛ ليتصرف فيها كما يريد، فيبقي لنفسه «الحق»، ويرمي لغيره الـ»إيقة»!ولم تكن مفاجأة وسط هذا التلاطم الفكري الوطني الجميل، أن تنشأ مدرسة نسمِّيها: «بين هُناكين»، ورائدها الدكتور/ «سلمان العودة»، الذي يخيل إليك أنه لو سئل: «إني أحبك في الله ياشيخ: من أين تشرق الشمس؟ لأجاب: «هُناك من يقول: إنها تشرق من الخليج العربي، وله أدلته القوية الوجيهة، ونحن نحترم وجهة نظره، سواءٌ كانت «قطرية» أم «بحرينية»! وهناك من يرى أنها تشرق من البحر الأحمر، وله أدلته القوية الوجيهة، ونحن نحترم وجهة نظره أيضا، سواءٌ كانت «سودانية» أم «مصراوية»! وهنا تأتي أهمية «الوسطية»؛ فمهما كانت انتماءاتنا «الجهوية»: فإن الشمس تشرق من «الرياض»، وتوزع أشعتها بالتساوي على كل الأرض!ولون هذه المدرسة «ماكان عادي/ لونها الدائم رمادي»! بحيث لو سألت أيَّاً من روادها سؤالاً لايحتمل إلا «الأبيض أو الأسود»، لبادرك فوراً بقوله: أنا لست مفتياً! كما أجاب الدكتور/ «محمد الأحمري»، في برنامج «في العمق»، في قناة «الجزيرة»، يوم الاثنين الماضي 20/12/2010م على سؤال/ «علي الظفيري» عن رأيه في قضية «الردة عن الإسلام»؛ بوصفها «حريةً فردية»، بعد أن لفَّ ودار، وحام وعام، مستعرضاً «بين هناكين» آراءً فقهية، ومواقف ووثائق تاريخية، لم تعد مجهولةً عند الكثيرين، كموقف بعض الصحابة رضوان الله عليهم؛ إذ لم يبايعوا «أبا بكر الصديق» ـ رضي الله عنه ـ بالخلافة، ومع هذا لم يكفرِّهم أحد، ولم يمنعهم «الصدِّيق» نفسه حقوقهم الشرعية «المدنية»!ماذا يريد ـ إذن ـ مفكر بحجم «الأحمري» بقوله: أنا لستُ مفتياً؟ في سياق فكري، لا علاقة له بالفتوى التي حصرها مرسوم «خادم الحرمين الشريفين» في «هيئة كبار العلماء»، لكنه لم يحظر النقد، ولم يقيِّد حرية التعبير عن الرأي، حتى فيما يصدر عن الهيئة نفسها، كما كتب الدكتور/ «حمزة السالم»، في جريدة «الجزيرة» السعودية يوم السبت 18/12/2010م، وحسبك من مقالة عنوانها: «هيئة كبار العلماء ترفع أسعار الأراضي وتساند احتكارها»!هل يخشى أن يصنَّف من «الرويبضة»؟ أم أنه موقف مدرسة «بين هناكين»، الذكي ذكاء اللون الرمادي نفسه؛ المتربص كالثعلب: فإن اتجهت «الجماهير» نحو الأبيض قال: إنه «غترتـي» الناصعة! وإن اتجهت نحو الأسود قال: وهل تثبت «الغترة البيضاء» بغير عقالٍ أسود، «موغابي» الدرجة، لا «أوبامِّيها»؟!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store