Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

هدية ياسر وماهر للجمعيات الخيرية

A A
* لكل المهتمين بإنشاء جمعيات خيرية، لا سيما ما كان منها متعلقًا بذوي الاحتياجات الخاصة أو القائمين عليهم؛ اسمحوا لي أن أهديَكم هذه الوصايا الثمينة.

* بدايةً وقبل انطلاقة الجمعية، وعند وضع أهدافها ورؤيتها واستراتيجيتها، لا بد من الابتعاد عن تلك الخطط النظرية التي يسجنها الورق، والتي يُرددها بعضٌ من أكاديميين لم يعرفوا يومًا تحديات الواقع وصعوباته؛ فالأفضل عَصف ذهني وورشة عَمَلٍ يُشارك فيها المعنيون من ذوي الإعاقة، وفيها وبكل شفافية يطرحون معاناتهم والمخاطر والتهديدات التي تحيط بهم، وكذا الخدمات والبرامج التي ينشدونها ويتطلعون لها؛ فأولئك المستهدفون هم أصدق مَن يُشخِّص الواقع، ويرسم ملامح المستقبل.

* الوصية الثانية: أهداف وخدمات الجمعية، فعليها أن تُركِّز على (تَمْكِيْن المعاق) وتسليحه بالدورات والبرامج التأهيلية التي تجعله قادرًا على إدارة شؤونه حياته، والصَّرف على نفسه وأسرته، ومن ثم أن يكون معتزًّا بذاته، وفاعلًا ومؤثرًا في مجتمعه، ومساهمًا في بناء وطنه.

* الوصية الثالثة: البحث عن الأفكار والمبادرات المتميزة التي تأتي من خارج الصندوق، خاصة التي مصدرها الفئات المستهدفة، فلا استصغار لأي فكرة من أحدهم مهما كانت؛ فقد تكون شرارة لإطلاق مشروع كبير وناجح، ثم الأولى جَعْل صاحب المبادرة هو من يقوم عليها بعد مساندته بالخبرات اللازمة.

* الوصية الرابعة: وهي مهمة جدًّا، الحذر ثم الحذر من استغلال (المعاق: صورته أو حديثه) وسيلة للاستعطاف أو الاستجداء في السعي البريء لدعم الجمعية؛ فهو بالتأكيد أكبر من ذلك، بل الأجدى والأكثر تأثيرًا نقل إبداعاته ومهاراته؛ فهي خير مسوِّقٍ وجالبٍ للعطاء.

* الوصية الخامسة: التفكير بذكاء ودون عناء، ومن هذه القاعدة تأتي أهمية الإفادة من الشَّرَاكَات مع القطاعين الحكومي والخاص في تنفيذ بعض البرامج؛ فهذا أوفر في المصروفات، وأسرع في التطبيق.

* الوصية السادسة: الإعلام وسيلة مهمة للوصول للناس، لا سيما الداعمين والمتبرعين، ولكن لن ينجح إلا إذا اتكأ على حقائق من البرامج والمشروعات والمبادرات الملموسة على أرض الواقع.

* الوصية السابعة: الحرص على توزيع الواردات وصرفها بحسب ما أُنْفِقَت له، فلا يتم الخلط بين ما كان للزكاة والوقف ودعم البرامج والتشغيل؛ فهذه أمانةٌ، حقّ القائمين على أي جمعية الوفاء بها.

* تلك الوصايا أنقلها من تجربة حَيّة للأستاذين (ياسر بن صالح راجح الشريف) المدير التنفيذي لـ(الجمعية الخيرية للمكفوفين بالمدينة النبوية «رؤية»)، وكذا (ماهر بن عطا الله الجهني) مسؤول الإعلام والبرامج في الجمعية ومعهما زملاؤهما؛ فهذه دعوة للإفادة من تلك الرؤى والتجارب الناجحة، وهذه نداءاتي لدعم «جمعية رؤية» فهي رائدة ورائعة؛ وتستحق كل العَون على المستويات كافة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store