Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الفضاء السيبراني والتحكم الضمني بالسلوك

No Image

A A
اجتمع العالم بأيدينا فأصبحنا نسافر ونمرح ونعرف أخبار العالم بضغطة زر واحدة، أصبح ما نحمله بين أيدينا من أجهزة هي بوابة للدخول إلى عالم آخر نعيشه بمعزل عن عالمنا الحقيقي، نعرف فيه أصدقاء مختلفين وعادات غريبة ومناهج متعددة ومبادئ مختلفة، منا من يغربلها بما يتوافق مع دينه وقيمه وعاداته، ومنا من ينغمس فيها بلا وعي كنوع غريب من الإدمان فيختلط لديه الحابل بالنابل، فيخرج منها وقد تجرد من فكره وعقله.

يساعد الفضاء السيبراني إلى الانخراط في أحد الأمرين؛ إما غرس وتثبيت القيم، أو ذوبانها، فمن المسلم به أن وسائل الإعلام على وجه العموم (سواء صحافة أو إذاعة أو تليفزيون) أو الهواتف الذكية -على وجه الخصوص- قوية ومؤثرة في المتلقي، فهناك سحر لها وميل إلى تبني واعتناق ما تقدمه وهناك من النظريات العلمية سواء من علم النفس أو من علم النفس الاجتماعي أومن علوم الاتصال ما يثبت ذلك. في حين أن التربية ووسائلها ضعيفة التأثير بطيئة الحركة فضلاً عن الإعلام، والتطور التقني سريع الوصول وقوي النفاذ ولذلك فان التربية في حاجة شديدة إلى هذا التطور للوصول إلى أعلى مستويات المعرفة واختصار الوقت والجهد في التطور، ولكن في نفس الوقت علينا وضع الاستخدام لهذه الأجهزة في ميزان التكافؤ والذي يضمن لنا تحقيق الفائدة من غير إفراط ولا تفريط.

ذكر الموصلي 2013 في كتابه (السيطرة على الدماغ إلكترونياً) «أن الموجات الناقلة للصوت والصورة -مثل الأجهزة الذكية- تنقل بنفس الوقت الأحاسيس والانفعالات بشكل فني عبر رسائل الإخراج الفني، وهذا يمارس اليوم على مستوى الأفراد والجماعات عبر كل وسائل الإعلام والثقافة والنتيجة هي خلق سياقات عقلية وانفعالية وسلوكية مخطط لها ومبرمجة أساساً» وهنا نجد أن الأفراد في فترة المراهقة يتميزون بسرعة الانفعالات مما يجعل للتقنية دوراً كبيراً في توجيه أحاسيسهم ومشاعرهم وتبنيهم لبعض المشاهد التي لم يسبق أن شاهدوها من قبل أو قد لا يعقلونها كما جاء في حديث مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store