Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد أحمد مشاط

بشاعات داعش واليمين المتطرف

الكلمات فواصل

A A
ما من شك في أن العنف المتولد من أنواع التعامل البشري الناتج من الأعراق والأديان والثقافات وحتى الحدود السياسية بين البلدان له ردود فعل كبيرة وقاسية وغير مضمونة التوقع والعواقب.. فانتشار العنف راجع لانتشار الظلم والتمييز والاستعمار وهيمنة الدين المتشدد.. ولطالما سمعنا بأن العنف الصادر من الأفراد والشعوب الإسلامية هو نتيجة لظلم المستعمر لهم، ونهبه لثروات بلادهم، وتمييزه العنصري واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية.

ولعل كثيراً مما ذكرنا هي أسباب وجيهة وحقيقية لما نراه اليوم في شتى بقاع العالم، ولكن أسبابًا أخرى قد استجدّت في العالم كالمعتقدات المتشددة التي أحدثت بل ضاعفت من العنف والبغض وسفك الدماء.. فبالإضافة إلى التشدد الديني لـ»داعش» ومثيلاتها وذبحها للناس نحراً، وعلى مرأى من الناس الذين شاهدوا بشاعاتهم على الشاشات، فمن ذا يستغرب ردة الفعل القوية من الجماعات اليمينية المتطرفة في الغرب؟ وما مجزرة نيوزيلندا التي أذيعت على الهواء مباشرة إلا مثال حيّ لذلك.. ومن ذا ينكر أيضاً العنف والتخريب والحروب الدائرة حتى بين أتباع الدين الواحد في شبه القارة الهندية، وفي أماكن كثيرة غيرها.

علينا أن لا نأخذ هذه الأمور على عواهنها، لأن تضاعف عدد المنتمين لليمين المتطرف في الغرب مؤخراً، وازدياد العنف والمجازر منهم ومن غيرهم في شتى أنحاء العالم، واقع تعاني منه دول كثيرة منها مثلاً الولايات المتحدة.. فالدوافع معقدة والخلفيات متباينة، فعلى سبيل المثال من ذا يستطيع أن يفسر لنا حقيقة دوافع شخص يدخل مدرسة بسلاحه ليقتل طلابها ومدرسيها؟ أو يصعد عمارة برشاشه ليقتل في الشارع أناساً لا يعرفهم؟.. فهل أصبح العنف قاعدة والدم رخيصاً؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store