في أول جمعة بعد الحادث الإرهابي الذي ذهب ضحيته 50 مسلمًا في مذبحة نفّذها إرهابي ينتمي إلى اليمين المتطرف في مسجدين في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، رُفع الأذان لصلاة الجمعة في إجراء استثنائي أعقبه وقف الآلاف من بينهم رئيسة الوزراء (جاسيندا أرديرن) في حديقة قبالة المسجد الذي بدأت فيه المذبحة المروعة دقيقتي صمت.. وأدانت رئيسة الوزراء النيوزيلندية العمل الإرهابي الشنيع، واستشهدت أثناء كلمتها بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى).
****
لقد كان أول تعليق لي على هذا العمل الإرهابي الجبان هو تغريدة قلت فيها: «إن #حادث_نيوزيلندا_الارهابي، غير كونه عملاً إرهابياً بشعاً، فإن تنفيذه على طريقة ألعاب الفيديو القتالية Fighting Video Games، قد يقود إلى سلسلة من أعمال الإرهاب بنفس الطريقة!». وإذا كان المسلمون اليوم هم في أضعف مراحلهم، فإنهم لا يموتون، وما حدث في نيوزيلندا، ويحدث في بقاع أخرى من العالم قد يشير إلى ضعف المسلمين.. لكنه يُظهر قوة الإسلام. وإذا جاز لنا أن نقول رُبَّ ضارَّةٍ نافِعَةٌ، فقد اتَّحد الشعب النيوزيلندي بكافة فئاته للتضامن مع المسلمين، وتجمع العديد فى مسيرات فى عواصم ومدن أوروبية من بينها لندن وهلسنكى وبروكسل فى مسيرات للتنديد بالحادث الإجرامى ورفعوا شعار (قل لا للإسلاموفوبيا).
****
وأخيراً.. إن المسلمين يشكلون ما يقارب 1%من سكان نيوزيلندا البالغ عددهم 5 ملايين شخص (2013). وقد أعلن موقع نيوزيلندي شهير أن الآلاف من النيوزيلنديين أشهروا إسلامهم على أثر الهجوم الإرهابي.. ولا أدري مدى صحة الخبر، ولكن علينا انتظار إحصائية عدد سكان نيوزيلندا، وعدد المسلمين فيها بعد سنوات.. وأعتقد أنه سيكون هناك فرق!
#نافذة:
﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾.
آل عمران:139-140
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
