* طبعاً وبالتأكيد هناك طائفة من شبابنا نَفخرُ بهم، ونَعْتزُ جداً بعطاءاتهم في خدمة دينهم ووطنهم ومجتمعهم في شتى المجالات والميادين، لاسيما في الجانبين الاجتماعي والتطوعي؛ وهذه الزاوية كان لها الشرف بالتعريف بالكثير من المبادرات والفرَق والبرامج الخيرية والتطوعية التي قام ويقوم بها نخبة من أبناء هذا الوطن.
* ولكن هناك فِئة من الشباب استولت عليها الحياة المَدنية، وبعض مظاهر الرفاهية، ولذا بَدتْ تُمارس الميوعَة في لباسها وفي مظهرها وقَصّات شعرها الغريبة والعجيبة، بل وحتى في أسلوب كلامها، فأصبحنا -للأسف - نصادفُ أحياناً رجالاً هم أقرب إلى جِنْس النساء، هذا في جانب لباسهم وتعاملاتهم، ولغة خطابهم، أما في تفاصيل حياتهم اليومية؛ فغالب أوقاتهم إما تَسكُّعٌ في الحدائق والأسواق التجارية ومَسَارات المَشي، أو اعتكافٌ على الإنترنت ومواقع التواصل الحديثة في متابعة التافهين، والسِجال والتراشق حول قضايا هامشية، لا تُسمن ولا تُغني من جـوع.
* ولأن الوطن في رؤيته الطموحة وبحثاً عن مستقبله المشرق الذي رسمه قَادتُه -حفظهم الله تعالى- يحتاج لحضور وجهود كل أبنائه بلا استثناء، لابد من دراسة أوضاع تلك الفئة، ومن ثَمَّ وضع حلول لمعالجتها من ذلك الداء وتلك السلوكيات؛ وما أجزم به أن الخطب والمواعظ والبرامج التوعوية لن تجدي نفعاً؛ فما أراه أن الدواء الناجح إنما هو في إلزام الشباب بواحد من أمرين: (إما تجنيد إجباري في الجيش أو الأمن العام لمدة لا تقل عن ستة أشهر، أو مساهمتهم الفاعلة في مبادرة أو فرقة تطوعية).
* أما إذا كانت الإلزامية غير واردة، فعلى الأقل تكون هناك مَيَّزات ونقاط وأَوَّليَّة عند الالتحاق بالجامعة أو الوظيفة لذلك الشاب الذي التحق بدورة عسكرية مصممة لهذا الغرض، أو يأتي بما يثبت قيامه بعمل اجتماعي، له مدته وشروطه التي تضعها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
* أخيراً صدقوني الدورات العسكرية المكثفة، وكذا البرامج التطوعية قادرتان وبامتياز على منح الشباب خِبرات ومهارات ذهنية وبَدنِيّة، كما ستزرع فيهم صفات الجِدّيّة والانضباط، وستُقَوِّي من عزيمتهم، ومن قدراتهم في تحمل المسؤولية، وسترفع من حِسِّهم الوطني؛ وبالتالي ستكون عاملاً مساعداً في إبعادهم عن الإرهاب والأفكار المتطرفة، وكذا الممارسات غير الأخلاقية.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
