Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

حدهم برقية (تعزية)..!

صدى الميدان

A A
* في الأسبوع الماضي ، أودى حادث مروري مروع بحياة معلمتين وسائقهما -رحمهم الله- وأصيبت الثالثة وطفلاها بإصابات حرجة -شافاهم الله-، هذا الحادث الأليم يعيدنا إلى ذات الموضوع المتجدد بفواجعه، الحاضر دوماً بإطلالة كابوس مرعب لمعاناة لاتزال تنتظر التوجه نحو بحث وتفعيل الحلول، فما تظهره محركات البحث عن حوادث المعلمات، وحجم الفقد فيها بلغ حد: وليس يصح في الأذهان شيء .. إذا احتاج النهار إلى دليل.

* ولاشك في أن وزارة التعليم تملك الإحصائيات عن ذلك، ولكن عدم تقدمها نحو ميدان الحلول، واتخاذ الإجراءات التي تحد-بعد مشيئة الله- من تلك الفواجع، لا تفسير له سوى أنها لم تستوعب حتى الآن حجم تلك المعاناة اليومية لمعلمات يبدأ تحرك بعضهن نحو مدارسهن بعد منتصف الليل، وما يكتنف ذلك من هاجس رعب يومي على المعلمات وأسرهن.

* في وقت ليس لهن من بديل، سيما في تلك المناطق النائية، التي تفتقد لأبسط مقومات الحياة من سكن ومعيشة، مع ما لديهن من ارتباطات أسرية، وهَمِّ وداع يومي، وترقب عودة، وبينهما كم كبير من هاجس الانتظار، وهو واقع يحتم الانتقال من دائرة الاكتفاء بإرسال برقيات التعزية، إلى سَنِّ ما يمثل أخذاً بالأسباب الرامية إلى مجابهة ذلك الواقع المحزن، بما يبرئ ساحة وزارة التعليم من مأخذ التقصير في هذا الجانب.

* ولعل أول ما يمكن بحثه من الحلول الإجابة على تساؤل: لماذا الإصرار على آلية التعيين حيثما كان الاحتياج، بعيداً عن معطيات القرب، والبعد عن مكان إقامة المعلمة؟.. وأحسب أن تعيين المعلمة في أقرب نقطة لمكان سكنها مطلب وجيه، حيث لا معنى لتوجيه معلمة من أقصى الشمال؛ لتعمل في أقصى الجنوب، وقس على ذلك من أمثلة يمكن معالجتها بما يتم رفعه من طلبات النقل أو حتى منذ التعيين، حيث إنَّ آلية تحقيق ذلك ليست من الصعوبة بمكان، فقط أن يؤمن المسؤول بضرورة وأهمية أخذ الخطوة الأولى في هذا الاتجاه.

* وهنا سيطفو على سطح الحجج المستهلكة تساؤل: ومن سيعمل في تلك المناطق النائية؟ وهو ما يدفع إلى أن ذلك لا يمنع من أنه مع ضرورة التعيين فيها، من سن جملة من الإجراءات في جانب تخفيف المعاناة على المعلمة، كاحتساب السنة بسنتين في الخدمة، والحافز المادي المجزي، ودوام يوم وإجازة يوم، وضمان أولوية النقل بعد السنة الأولى، وتوفير السكن، ووسيلة النقل المناسبة، إلى غير ذلك من الحلول، التي يمثل طرحها على طاولة البحث مدعاة إلى إقرارها أو بعضها أو طرح البديل الأفضل، وكل ذلك لن يتأتى إلا عندما يدرك المعنيون بأن حوادث المعلمات بما خلفته من مآسٍ وفواجع، من أهم ما يجب أخذ مبادرة الحلول فيه دون إبطاء.

* حيث إن بقاء الحال في دائرة: حدُّهم برقية تعزية، مع أهمية ذلك كمواساة عند ذلك المصاب الجلل، إلا أنه لا يكفي دون تفعيل الوزارة كل معطيات الأخذ بالأسباب، في سبيل الحد من حوادث المعلمات، مع الثقة أن لديها من الحلول والصلاحيات -متى ما أرادت- ما يدفع نحو: في معالجة هذا الملف ما قصرتم رايتكم بيضاء، مع الدعاء بالحفظ والسلامة للجميع، وعلمي سلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store