Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

توافد حجاج سوريا.. يُكذِّب رواية وزير أوقافهم

A A
لا يمكن لأي أحد أن يُقلِّل من الاهتمام الذي تُوليه المملكة لحجاج بيت الله الحرام، ومن الخدمات التي تُقدِّمها لهم لتيسير أدائهم لفريضة الحج بكل يسرٍ وسهولة، وتوفير الأجواء المناسبة لهم أمنياً وصحياً، وليس من شيمتها أن تقفل الباب في وجه كل قادم راغب في أداء هذه الفريضة، حتى وإن كان قادماً من دولة لا ترتبط معها بعلاقات دبلوماسية، ولعل من أكبر الشواهد على ذلك؛ الحجاج الأشقاء الذين يتوافدون من إيران، والذين سيبلغ عددهم لموسم الحج القادم 90 ألفاً، رغم أنه لا توجد علاقات دبلوماسية مع حكومة طهران، وقس على ذلك أشقاءنا في دولة قطر، الذين يفدون للحج.

كل ذلك يُدحض الشائعات التي يطلقها وزير أوقاف النظام السوري السيد محمد عبدالقادر السيد بين حينٍ وآخر، والتي تتضمَّن رفض المملكة لحجاج سوريا من أداء فريضة الحج، وكرَّر ذلك في لقاء تلفزيوني له مع قناة «روسيا اليوم» يوم الخميس قبل الماضي، مدّعياً فيه بأن المملكة أصدرت قراراً سياسياً منعت من خلاله السوريين من أداء فريضة الحج، واصفاً ذلك بأنه جريمة دينية وأخلاقية وقانونية. والحقيقة هي أن مَن قام بمنع الحجاج السوريين هو النظام نفسه، الذي توعَّد كل مَن يحصل منهم على تأشيرة حج بالسجن، وأصدر أمراً بمنع مغادرة أي حاج حصل على تأشيرة حج إلا بعد أن يُراجع الفرع رقم (235)، أو بما يعرف بـ(فرع فلسطين) التابع للأمن العسكري المعروف لدى السوريين، والذي يشتهر بتعذيب المعتقلين وتصفيتهم، مما يعني أن الحج ممنوع بأمر السلطات السورية، وليس قراراً سياسياً من المملكة كما ادّعى الوزير السوري المذكور.

وعلى إثر ذلك، شكَّل الإخوة السوريون لجنة أُطلق عليها (لجنة الحج العليا السورية) التابعة للائتلاف السوري لتقوم بمهمة تنظيم الحج للأشقاء السوريين منذ سبعة أعوام، وتوالى قدوم الحجاج عبر هذه اللجنة طوال السبع سنوات الماضية، حيث أدَّى في العام الماضي 19 ألف حاج سوري فريضتهم، وفي الموسم القادم جرى الاتفاق على قدوم 22500 حاج سوري حسب العقد المنظم بين وزارة الحج والعمرة ولجنة الحج السورية العليا.

لقد فات على وزير الأوقاف السوري أن يتذكَّر بأن هناك ما يزيد على مليونين ونصف المليون سوري استقبلتهم المملكة، وأن هناك ما يزيد على (141) ألف طالب وطالبة يتلقّون تعليمهم في مختلف المراحل، وأن المملكة قدَّمت 800 مليون دولار لرعاية ملايين السوريين اللاجئين في الدول المجاورة في كل من الأردن ولبنان وتركيا بالتنسيق مع حكومات تلك الدول. فكيف لبلدٍ يستضيف الملايين من الشعب السوري أن يمنع الحجاج السوريين من أداء فريضة الحج؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store