Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
منى يوسف حمدان

العمل المؤسسي.. والمهارات العليا للتخطيط

A A
التخطيط المتميز يقود المؤسسات لمستقبلٍ واعد، وينطلق بهم قدماً نحو تحقيق الأهداف المرجوة بكفاءةٍ عالية، ومن مبادئ القيادة الفعَّالة أن تُفكِّر على المدى البعيد، وتُنفِّذ على المدى القصير، فالقادة المُخطِّطون يقع على عاتقهم العديد من المهام، منها: تحديد الوضع الاستراتيجي للمنظمة، والمفاضلة بين البدائل، واختيار الأنسب، وتحديد أسس المنافسة التي ستعمل المنظمة بموجبها، وحشد كل الطاقات الفكرية والمادية والبشرية، وتركيز الجهود، واستمطار كل الأفكار الإبداعية للارتقاء بالعمل المؤسسي، وهذا يتحقَّق بفكرٍ تخطيطي يستقطب الكفاءات الوطنية الممارسة لعمليات التخطيط، والمتمكنة من أدواتها، والتي تُعطيك خُلاصة خبرتها، حتى عندما تقف أمامها متسائلاً عن أدق التفاصيل في عمليات التخطيط، لتصل معها إلى الحبكة التخطيطية والمحكات الحقيقية للوصول إلى عمليات التميُّز في كل مراحل بناء وإعداد الخطط، وصياغة مؤشرات الأداء بحرفيةٍ عالية، ستجد عندها الحل والجواب الشافي الوافي، الذي ينم عن عُمق في الفكر، وتمكُّن من المادة العلمية.

على مدار أسبوع في إدارة تعليم ينبع، كان هناك عمل مؤسسي وشراكة حقيقية مع وكالة الوزارة للتخطيط والتطوير، ممثَّلة في الإدارة العامة للتخطيط، واستقطاب كفاءة وطنية قديرة مُتخصِّصة في مجال التخطيط، ألا وهي مشرفة العموم الأستاذة «سميرة كيفي»، فقد سعت لتحقيق هذه الشراكة من خلال عمل مركز التميز -قسم التميز المؤسسي- في عملٍ مشترك وتناغم بين الجهات المعنية المتخصصة في التطوير المهني للقيادات من خلال التدريب التربوي، ومشاركة إيجابية من أندية الحي، لتجعل الميدان التعليمي في حراك تخطيطي صباحاً ومساءً، حيث تم تدريب مئة وعشرين قائدة تعليمية من رئيسات ومساعدات للأقسام في الإدارة، ومن قيادات ووكيلات للمدارس، في رغبةٍ أكيدة من قبل المدربة لتوفير المعلومات والخبرات التخطيطية للمتدربات، ورغبة مماثلة لدى المتدربات في تلقي المزيد من المعرفة، والحرص على معرفة أدق التفاصيل في اعداد الخطط ومتابعتها وتقويمها، وكيف تكون خططنا مواكبة لرؤية ورسالة وزارة التعليم بما يُحقِّق برامج التحوُّل الوطني ورؤية الوطن.

التخطيط هو المهارة العليا الأهم في المهارات التي ينبغي على القائد التمكن منها ومن أدواته، ولن نستطيع التخطيط لعملٍ ما؛ إلا بممارسة عمليات التخطيط، لتكون ديدناً لنا ومنهجية مستمرة، وجزءاً حقيقياً من حياتنا، كالهواء الذي نتنفس، ونؤمن بأن مَن لا يُخطِّط حتماً سيفشل، ولن يُحقِّق أهدافه، ومَن لا يُتابع خططه، ويسعى لتحويلها من مرحلة الكتابة على الورق إلى أرض الواقع، والعمل وفق مؤشرات أداء حقيقية وبمصداقية عالية، وبدون أي مجاملات، وتوخي الطرق العلمية، واستشارة الخبراء في هذا المجال، سيبقى بحاجة لمن يمتلكون الخبرة في هذا المجال، حتى وإن حصل على أعلى الشهادات العلمية في مجال التخطيط والمؤشرات. فالخبرة العملية والممارسة لها قيمتها، وتنقلك لعالم الواقع الحقيقي بعيداً عن التنظير.

التخطيط فِكر وعِلم وثقافة وتخصُّص وممارسة فعلية، وكلنا بحاجة إلى أن نُوثِّق علاقتنا بعمليات التخطيط، وأن نؤكد على أهمية التشارك الفعلي في المؤسسات في وضع الخطط الاستراتيجية والتشغيلية، فالعمل الجماعي في المؤسسات يُحقِّق معايير التميُّز الحقيقية لمستقبل أفضل، وخاصة في مؤسساتنا التعليمية، ليكون لدينا مخرج تعليمي فريد ومتمكِّن مواكب لمتطلبات العصر.

شكراً لوزارة التعليم، ممثلة في وكالة التخطيط والإدارة العامة للتخطيط، لهذا التواصل الإيجابي مع الميدان، ونحن معاً سنُحقِّق تطلعات القيادة الحكيمة التي تُؤمن بأن الرؤى الوطنية يُحقِّقها شعب يُحلِّق بأفكارهِ وأحلامه ليُعانق السحاب.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store