Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

تحت الحماطة بين الأمس واليوم..!

صدى الميدان

A A
* ردود أفعال واسعة عما تم في أحد مهرجانات الباحة الأسبوع الماضي، مما يُصنف تحت التجاوز غير المبرر، وما تصريح سعادة المحافظ ثم ما صدر بعد ذلك عن الشركة المنظمة من بيان اعتذار، سوى تأكيد على أن ما حدث غير مقبول من الجميع بصيغة المطلق.

* وهذا يُعيدنا إلى ضرورة أن تخضع تلك المهرجانات إلى جهاز رقابة، لا يكتفي بالتوقيع على مسودة البرنامج بقدر ما يحتم ذلك وجوده الدائم بعين الرقيب، الذي يُضفي على برامج تلك المهرجانات سِيما الالتزام التام بما تتمتع به الباحة من قيم وعادات وتقاليد، الخروج عنها خروج عن المألوف.

* ثم إن فيما يحدث من خلط بين الفعاليات مدعاة إلى ما لا تُحمد عقباه، وهنا لا يُفهم لماذا الإصرار على ذلك الدمج، في وقت يجب أن تكون الفعاليات النسائية في معزل، مع أخذ كل الاحتياطات اللازمة التي توفر لها ما يُنشد من خصوصية، هي في واقعنا مما لا يمكن الفكاك منه، ولعل في ردود الأفعال الرافضة لما حدث ما يدعم ما أقصده تجاه تلك الخصوصية.

* كما أن في اتجاه بعض المنظمين إلى استغلال حق التنظيم، بتمرير ما يمثل تجديفاً عكس التيار تحت ذريعة ما مُنح لهم من هامش، لا يعني بحال أن يختلط الحابل بالنابل أو أن يدخل الرجال على الفعالية النسائية، فضلاً عن أن يرقص بينهن، وما يقال في حق المنظمين يسحب على الجميع، هذا إذا ما كان الهدف ذلك الترفيه النقي، الذي لا يتعارض مع قيمة وقامة وطن لن أضيف في حقه جديداً، عندما أقول أن ما مثله بها الدنيا بلد.

* مع يقين أن المحافظة على التراث، واستحضاره من وقت لآخر، مع ما فيه من دروس يجب ألا يُقدم على طريقة الإسقاط (كنا كذا) أو (رجعنا لطبيعتنا)، في وقت تُغفل كل إيجابيات ذلك القديم، من صفات وقيم وأخلاق وأقدام حافية حفرت الصخر لتكون شيئاً مذكوراً، ثم يُختزل كل ذلك فيما ألغى وجوده العلم، وطواه النسيان عدا من ذاكرة من يصرون على فرضه كواقع حتى مع كونه كنسبة لا يُذكر.

* لنصل إلى أن تلك المهرجانات مع ما تُجليه في الأذهان من نعمة الحاضر، إلا أن من المهم حد الضرورة ألا تأخذ من اليوم، وأن صورة : «العبن يا زينات تحت الحماطة « لا يمكن تقديمها وسط السوق أو بمعزل عن ستر اليوم، وقس على ذلك في جميع المهرجانات والفعاليات، وعلمي وسلامتكم .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store