Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عائشة عباس نتو

"زكي".. حكاية إلهام

مزامير

A A
هناك أقلام لا تُشاركنا تفاصيل الكتابة والحروف فقط عندما تكتب، بل تشاركنا -ولو عن بُعد- قصصًا وحكايات حياة ملهمة بشكلٍ أو بآخر، ولعلَّ هذا ما فعله "زكي"، عندما قام بإهدائنا قصة الإلهام عن طريق سيرة لا تخلو من التحاكي والتذاكر.

فقد رسم "زكي" لنا لوحة رائعة للشباب الطموح، حينما يحمل شامة الاستثناء.. هي قصة نُزهة طويلة سيراً على كتف الزمان، يستعرض فيها الطموح في الحياة، فأنا أكتب لكم اليوم عن إنسان عرفناه رجلاً، بإيمانِ طفل يُؤمن بكل ما تقوله أحلامه، أكتب عن إنسان يرسم وجهاً لشاب سعودي طموح، كان يعمل في مستشفى الحرس الوطني بجدة في منصب ممتاز.. حيث ظل ناجحاً في عمله بشهادة رؤسائه، لكن والده ليس راضياً بكل هذا، لأن "زكي" يحمل شهادة الثانوية، لكن حوارنا مع والده كان دائماً يدور حول مفهوم النجاح، وعدم ارتباطه بالشهادات العليا، لكن إصرار أبيه -في آخر الأمر- دفعه لأن يتخذ قراره بالاستقالة والسفر إلى بريطانيا ليُكمل تعليمه الجامعي والدراسات العليا ويعود للوطن بشهادة عليا من جامعة جلاسكو، وقد تخصَّص في المالية والاستثمار، ومخاطر التأمين.

وتبدأ بعد مرحلة جديدة ومضنية، إنها مرحلة البحث عن عمل لمدة عامين، لم يجد وظيفة شاغرة، لكنّ هناك مكانًا شاغرًا في شركة كريم للتوصيل، فيقبل بتوصيل الطلبات..!

تعلَّمنا الحلم من شباب الوطن، المتَّهمين بالتكاسل وعدم الانضباط، تعلَّمنا كيف نعيش الزمان والمكان والواقع، تعلَّمنا كيف نرتقي سلم الأمل، وأن جنائن اللوز هي الوطن، تعلَّمنا نقطف من شجرات حديقة الوطن ورودها الملونة، وعرفنا أشياء كثيرة معه، الحلو والمر، الحار والبارد، وذُقنا معه مزيجًا من نجاحات الحياة، سكرها وعلقمها، واليوم، وبينما أُحرِّر لكم هذه السطور، أقف بجوار "زكي" وهو يحصد ما قدَّمت يداه، وظيفة مرموقة جداً في أرقى مستشفيات المملكة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store