Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

حكاية شيماء.. وجمعية المدينة!

ضمير متكلم

A A
* نهاية العام الماضي ومِن على منصة الأمم المتحدة ظهرت إحدى الفتيات السعوديات؛ رافعة لواء وصَوت وطنها في مؤتمر عالمي حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة؛ ولِتَتَحَدَّث بكل جرأة وثقة عن التمكين والدعم الذي تجده "المرأة في المملكة"، ولتروي للعالم أجمع حكاية نجاحها الرائدة والثّرية.

* إنها المبدعة (شيماء بنت عبدالرحمن المفضي)، التي رغم أنها وُلِدت وهي تعاني من (متلازمة داون)، إلا أن ذلك لم يكن عائقًا أمامها، بل كان دافعًا لتميُّزها، ولاسيما وقد وجدت الرعاية والعناية من أُسرتها الكريمة، التي هيَّأت لها البيئة الصحية، ومكَّنتها من الالتحاق بمدارس ومراكز متخصصة، ساهمت في تأهيلها وتجاوزها لإعاقتها؛ لتُصبح اليوم رقمًا صعبًا في مجتمعها؛ فهي مهتمة جدًا بتمكين وتدريب الفتيات والنساء ذوات الإعاقة، وتمارس عملها في هذا الميدان بكل إخلاصٍ وجدية؛ مستثمرة تجربتها الملهمة.

* وهنا (متلازمة داون) من أكثر الأمراض الوراثية الجِينْيَّة شيوعًا، ويعاني المصاب به من التأخر العقلي المعرفي والنمائي، بالإضافة إلى رخاوة عامة بالأعصاب والجسم، مع ازدياد نسبة الأمراض والتشوهات بالقلب والأمعاء، وغير ذلك من التشوهات المرافقة، ولذا فهو يحتاج إلى رعاية خاصة في مراكز متخصصة، لا تكتفي بمتابعة المصابين وتأهيلهم، ولكن يقع على عاتقها أيضًا تدريب الأُسر على كيفية التعامل مع أبنائها، والعمل على تطوير قدراتهم.

* تلك المهام تنشط في القيام بها وبمهنية عالية (جمعية المدينة المنورة لمتلازمة داون)؛ وذلك من خلال عدة مشاريع ومبادرات، منها: (التدخل المبكر الذي يسعى لتحقيق أعلى معدل نمو للأطفال المصابين جسديًا وفكريًا ونفسيًا، ومن ثَمَّ تأتي مرحلة تهيئتهم للتعليم، فالدراسة، يضاف لذلك برامج طبية وتأهيلية لهم، وتدريبية للأمهات، مع الحرص على دمج تلك الفئة بالمجتمع عبر حملات توعوية، ونشاطات اجتماعية، وهناك كذلك العمل على تدريب المتدربين، إلى غير ذلك من البرامج والفعاليات...).

* تلك الجمعية التي فقط أكملت السنة الأولى من عمرها متميزة في خدماتها الاجتماعية والتأهيلية والتعليمية الكثيرة والنَّوعية التي تقدمها لمن يعانون من (متلازمة داون) ولأُسرهم؛ فالشكر لمجلس إدارتها الذي يرأسه (سعادة الأستاذ عبدالمحسن بن نايف بن حميد)، والشكر لجميع منسوبيها، وهذه دعوة لدعم الجمعية ماديًا ولوجستيًا؛ لتواصل عطاءاتها الكبيرة، ولتحقق حلمها في استكمال وقفها المنتظر، وإنشائها لمركزها العالمي المتخصص، الذي سيخدم تلك الفئة الغالية والطيبين في مدينة النور والإنسانية مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store