مسألة الشعبية هي أحلى ما في كرة القدم.. فليس باستطاعة شخص أو مؤسسة فرض الاحتكار أو السيطرة على تلك اللعبة التي توحد بين الملايين في أنحاء العالم.. فكرة القدم لعبة للأمريكيين والأوربيين مثلما لعبة للآسيويين والأفارقة وهي لعبة للدول الإسلامية مثلما هي للدول العلمانية وإذا أجزنا استخدام السياسة مع كرة القدم يمكن القول أنها أفضل وسيلة للعولمة.. ومثلما تراوغ تلك الكرة أقدام وقلوب الملايين فقد نجحت في المراوغة من قبضة كل شخص أو سلطة حاولوا السيطرة عليها وليس باستطاعة الدول العالمية الكبرى استخدام حق الفيتو ضد تألق أي دولة صغيرة تكشر عن أنيابها وتفوز على أقوى الفرق على أرض الملعب ولم يفلح أصحاب الملايين من خصخصة اللعبة كما يريدون وفشل أصحاب النفوذ والسلطة في تغيير مكانة وملامح اللعبة سواء من خلال قوة النفوذ أو غيرها من الأشكال.
وفِي ظل هذه المرونة غير العادية لابد أن كرة القدم ومحبيها سيجدون يوماً طريقاً للخروج من احتكار بعض الشركات وأصحاب السلطة والنفوذ التي يريدون أن يحولوها إلى مجرد بيزنس كبير لتحقيق الأرباح وأسوأ ما في كرة القدم يلعبها الفقراء ويتغنى بها الأغنياء.. فالرياضة توحد القلوب وربما يستحيل أن تتحقق في مجال غير الرياضة فالكل يتابع الجهد الجماعي للفريق من أجل بناء الهجمة وإحراز الهدف وتخيل لو أن العالم استطاعوا العمل بنفس الطريقة فإلى أي مدى كان وجه العالم سيتغير لكنها تظل أمنية تدخل في إطار الأحلام.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
