Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

العراق يعود إلى أحضان أشقائه العرب

أصدقاء العراق، وكذلك بعض القوى العراقية، والمتنفذون المؤثرون في سياسته، يرون بأن استتباب الأمن في الداخل العراقي منوط بحل الميليشيات التي تعكر صفو أمنه واستقراره، مثل (الحشد الشعبي) الذي أمر رئيس الوزراء العراقي بإغلاق أكثر من مائة مقر له ضمن حملة مكافحة الفساد،

A A
من يتابع هذه الأيام ما يجري في العراق الشقيق من حراك سياسي وكذلك من إقامة فعاليات ومؤتمرات تصب في مصلحة بناء علاقات جيدة وقوية مع أشقائه، يدرك بأن العراق مقبل على ازدهار اقتصادي واستقرار أمني، لاسيما وبعد أن تخلص من آخر جيوب (داعش) بفضل تعاون دول التحالف معه، مما شجع بغداد على إعادة حساباتها، والتفتت إلى بناء علاقات جيدة مع جيرانها وأشقائها العرب، حيث قام رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي بزيارات عدة لدول الجوار، كان من أهمها الزيارة التي قام بها للمملكة والتي أكد فيها الجانبان على العلاقات التاريخية والدينية والاجتماعية بين البلدين، وأهمية استثمار هذا الإرث السياسي والتاريخي والديني، وتعزيز العلاقات انسجاما مع توجه القيادتين.

ومن يتابع التصريحات التي جاءت على لسان رئيس الوزراء العراقي، وكذلك رئيس البرلمان العراقي، يدرك بأن العراق المستقل اتخذ خطاً جديداً مبنياً على مصالحه، فرئيس الوزراء «عبد المهدي» أوضح (بأن بلاده لن تعود إلى سياسة الحروب المدمرة والتمحور، وأنها صديق للجميع، وعنصر سلام يخدم المنطقة، وملتقى الأشقاء والأصدقاء من كل دول وشعوب العالم)، وعلى نفس النهج جاء تصريح رئيس البرلمان العراقي خلال مؤتمر برلمانات دول جوار العراق ليؤكد هذه السياسة، حيث قال: «إن العراق لم يعد قلقاً بشأن سياسة المحاور، وأنه بصدد بناء علاقات طيبة مع الجميع دون محاباة لطرف أو انحياز لآخر».

توجه جديد أزعم أنه سيساهم في طي صفحات الخلافات التي عصفت باستقرار المنطقة، لتبني جسوراً من الثقة بين العراق وبين الأشقاء الذين يتوقون لرؤية عراق مستقر وآمن، وعلى إثر هذا التبدل، وتوجهات الحكومة العراقية الجديدة المنفتحة على الأشقاء، جاءت اللفتة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الذي أمر بتقديم مليار دولار منحة للعراق، مساهمة في تنميته، لتؤكد على أن المملكة تعد نفسها شريكاً أساسياً في نهضة العراق، علاوة على تكفل المملكة ببناء مدينة رياضية في بغداد، وتوقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية التي تم توقيعها أثناء زيارة رئيس الوزراء العراقي للمملكة.

أصدقاء العراق، وكذلك بعض القوى العراقية، والمتنفذون المؤثرون في سياسته، يرون أن استتباب الأمن في الداخل العراقي منوط بحل الميليشيات التي تعكر صفو أمنه واستقراره، مثل (الحشد الشعبي) الذي أمر رئيس الوزراء العراقي بإغلاق أكثر من مائة مقر له ضمن حملة مكافحة الفساد، بعدما تم اكتشاف خروقات يقوم بها في الشارع العراقي من قتل وخطف، إضافة إلى اشتباكه مع قوات الأمن العراقية بسبب تداخل الواجبات ويذهب ضحية ذلك عناصر من الطرفين، فمهمة «الحشد» في تصوري انتهت بعد الانتصار على تنظيم داعش، ووجوده يخشى أن يسلب قرار الحكومة مستقبلا، كما هو حاصل في لبنان مع (حزب الله).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store