Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

دبلوماسية المعرفة

بانوراما

A A
كنا سابقاً نعيش عصر الفن والإعلام والرياضة كقوة ناعمة وحيدة تستخدمها الدول لكسب الولاء والآن بدأ عصر «عولمة المعرفة»، وهي نوع جديد من أنواع «القوة الناعمة» التي تستخدمها الدول بدلاً من القوة الصلبة المتمثلة في الجيوش والأسلحة وهدفها الرئيس الحصول على تعاطف ومحبة الشعوب عن طريق العلوم والثقافة. وبدون أدنى شك أنها تتطلب جهوداً كبيرة ومتجددة؛ فمن الصين إلى الهند مروراً بالعالم العربي وأمريكا اللاتينية، هناك قوى جديدة بدأت تؤثر على عقول وأفكار الشعوب وخاصة فئة الشباب وتعزز قبولها باستخدام مجال الحضارة والعلوم والتعليم العالي. والمملكة ولله الحمد لها مكانتها الدينية كقلب للعالم الإسلامي والعربي ومكانتها الاقتصادية كأكبر بلد مصدِّر للنفط في العالم أهَّلها ذلك لأن تكون عضواً في مجموعة العشرين أكبر اقتصاد على مستوى العالم إضافةً الى ما لديها من إرث ثقافي وحضاري على امتداد رقعتها الجغرافية، كل ذلك إضافة لرؤيتها المستقبلية التي وضع قواعدها ولي العهد حفظه الله، جديرة بأن تقدم ما يسمى «بدبلوماسية المعرفة» والتي بموجبها تبرز نهج وأفكار ومكانة المملكة ودورها المحوري ونشر ثقافتها خارج حدودها لتمحو الصورة النمطية القديمة عنها كبلد مصدر للنفط والغاز فقط.

لقد أصبح أمر تعزيز الثقافة العلمية والسياحية وإطلاق البرامج لنشرها بغرض تحفيز التفكير والتبادل العلمي بين الدول له أولوية قصوى في عصرنا الحاضر، فالدول التي في رأس قائمة تسجيل براءات الاختراع والابتكارات ونشر المقالات والأبحاث العلمية وإظهار ما لديها من مخزون ثقافي وحضاري إضافةً لاحتلالها مراتب متقدمة في العالم من جهة عدد الطلاب الأجانب الذين يدرسون في معاهدها وجامعاتها لا شك أنها أصبحت تمتلك تعاطف ومحبة الشعوب على مستوى العالم.

قال عميد الأدب العربي طه حسين: «كان الفرنسيون يتحدثون عن انتشار ثقافتهم في الأرض، فيقول قائلهم: إن لكل مثقف وطنين؛ الأول وطنه الذي ولد فيه ونشأ، والآخر فرنسا التي تثقَّف فيها».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store