Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أحمد عمر مسعود... الرئيس الذهبي للاتحاد

أحمد عمر مسعود... الرئيس الذهبي للاتحاد

A A
عندما تريد أن تعرف أروع قصص العشق الرياضي، لا بد أن تستحضر شخصية الراحل أحمد عمر مسعود رئيس الاتحاد، ذلك الرئيس الذي أصبح يعرف بين محبي ومشجعي الاتحاد بالرئيس الذهبي.

يحضر دائمًا في الأزمات، ويرفض أن يرى (الأصفر) في أزمة، ويأتي لإنقاذه، والمساهمة في إعادة الروح إلى جسد العميد، هكذا تكون مسيرة أحمد مسعود مع نادي الاتحاد، حقق معه أكبر الانتصارات الكروية، وفاز النادي في عهد رئاسته بالرباعية الشهيرة، التي لا تتحقق إلا لمن عشق هذا الكيان الكبير.

أحمد مسعود اسم لا يختلف عليه الاتحاديون، بل لا يختلف عليه الرياضيون، حيث مر نادي الاتحاد منذ سنوات بأزمة، وعرفت بـ (أزمة الديون) التي كادت أن تغرق النادي، وتضعه في مأزق تاريخي، لم يجد الأمير عبدالله بن مساعد رئيس الهيئة الرياضية آنذاك شخصية رياضية يتفق عليها كل الاتحاديين، ويتمتع بالشجاعة، والخلق الرفيع إلا أحمد مسعود، هذا الإداري الشجاع، الذي قدم إلى النادي في ظرف صعب جدا، لا يقبله أحد.

جاء للنادي، وقد ضحى بصحته، قاوم تعب السنين، وتقدم العمر، واجه الصعوبات، والعراقيل الظاهرة والخفية، لقد قبل التحدي أن يتولى منصب رئس النادي، حين وقف الجميع يتفرجون على الوضع الحرج، دون أن يتحرك أحدهم لاستلام هذا المنصب، فجاء أحمد مسعود العاشق الاتحادي، ليعطي درسا كبيرا في عالم الرياضة، أن إدارة الأندية الرياضية ليست جمع الأموال، أو الظهور الإعلامي، والبحث عن المصالح الذاتية، إنما هو عشق أولا، وكفاءة إدارية، ينبغي حضورها.

مات المسعود، وبقي الاتحاد، باغتته المنية أثناء معسكر النادي في تركيا، وكأن لسان حاله يقول: أفديك أيها العميد، نضحي بأرواحنا من أجل الاتحاد .

حاتم باعشن: أنا محظوظ بصداقتي للمسعود فهو القائد الناجح

من الشخصيات القريبة من الراحل أحمد مسعود، المهندس حاتم باعشن الذي عمل معه في إدارته نائبًا للرئيس، ثم تسلم المهمة بعد وفاته، يقول عن إبي عمر: يحيا الإنسان في عالم متسارع فيه كثير من الصعوبات التي تعترض طريق التقدّم والنجاح؛ لذلك لا يستطيع أحد المضي فيه، إلا أن يتميز بالقوة التي تساعده على ذلك؛ فهذا العالم لا يعترف بالضعفاء الهزيلين، وإنما يعترف بالأقوياء النابهين.

الراحل المغفور له بإذن الله أخ وصديق عمر، وأنا اعتبر نفسي محظوظا بصداقتي له والقرب منه، هو إنسان على خلق رفيع ويمتاز بالصدق والأدب الجم، ولديه الكثير من الصفات الحميدة وصفات القائد الناجح ومنها:

الدقة والتنظيم

صناعة الحدث والقدرة على اتخاذ القرار المهم

التأثير في الآخرين

الرؤية الثاقبة

التحفيز

التخطيط

الذكاء الاجتماعي

التفويض: يستخدم آلية التفويض في عمله، فيعرف متى يفوض الأشخاص، ومن يفوض، ويحدد المهام التي يمكن تفويضها

الالتزام الخلقي: يراعي المبادئ والقيم أثناء عمله ومسيرته نحو النجاح، فلا يقدم سرعة النجاح الدنيوي على قيمه وأخلاقه

والأهم من هذا كله الإيمان بالله ومخافته وطهارة قلبه وسلامته من الأحقاد والبعد عن الخصومات حتى لمن أساءوا له.

والموثق الذي أثر وجمعني به هو قرار عودته ليرأس نادي الاتحاد رغم بلوغه عامه الـ 76 من العمر فهو من أحيا الاتحاد ومات وإصراره على عودتي وبعض من زملائنا من أعضاء مجلس الإدارة السابقة ليضمنا إلى أعضاء مجلس إدارته ولقد ضحى بحياته من أحل أن يعيد هيبة الاتحاد.

جستنية: تم تعييني لمواجهة حملة إعلامية شرسة بقيادة الشرقي

وكذلك يقول الإعلامي والكاتب الزميل الأستاذ عدنان جستنية: من المواقف التي أتذكرها للراحل الاستاذ احمد مسعود والتي كانت بداية معرفتي به، موقف له ذكرى خاصة بنادي الاتحاد كرائد في تأسيس المراكز الإعلامية، حيث كانت هناك حملة إعلامية شرسة من جريدة الرياضية بقيادة رئيس تحريرها الزميل عبدالعزيز شرقي وصحف أخرى اتحادية. فأقترح رئيسي في العمل بالخطوط السعودية الدكتور سمير باعيسى على أبي عمر إنشاء لجنة إعلامية أتولى أنا مهمة رئاستها ويترك لي مسؤولية التصدي لهذه الحملة وكنت آنذاك رئيساً لقسم الفنون بجريدة المدينة وملحق الأربعاء وبناء على هذه الفكرة عقد اجتماع في بيت عمدة من عمد مدينة جدة وكانت هناك ولادة حقيقية للجنة الإعلامية وبحمد لله كنت عند حسن من وضعوا ثقتهم في وبالتالي دخلت التاريخ الرياضي كأول مدير لجنة إعلامية أو مركز إعلامي.

منير رفة: أراد أن يتفرغ في آخر عمره للتقرب إلى الله

ومن الاتحاديين الذين عرفوا المسعود عن قرب كذلك الأستاذ منير رفة، يتحدث عن علاقاته القديمة معه:احمد عمر مسعود زاملته لفترة طويلة تعود الى عام ١٩٧٥م في جامعة الملك عبدالعزيز وقد كان أول علاقتي به علاقة تجارية حيث أنشأ مزرعة أبقار لبيع الألبان بطريقة مبتكرة وجديدة وكانت شركته تقوم بتوصيلها للمنازل، كنت أقابله في المناسبات الا أنه شاء الله أن أكون أحد أعضاء مجلس الادارة في عام ١٩٩٩م فتوطدت العلاقة بيننا ونشأت علاقات قوية مع اعضاء مجلس ادارته وعملت في امانة الصندوق في فترته وبذلنا جهود مضنية في تصحيح المسار الاداري والمالي للنادي وقامت مجموعة اخرى تحت قيادته بإدارة نشاطات النادي الرياضية وكان من اهمها نشاط كرة القدم والسلة وتنس الطاولة وقد تحققت خلال تلك الفترة بطولات عديدة في مختلف المجالات لم تتحقق مع العديد من الادارات.

وكان هناك تواصل دائم بين اعضاء مجلس الادارة حتي وبعد استقالة المجلس.

وقد اتسمت فترة ادارته بالجماعية في اتخاذ القرارات في النادي حيث كان ذلك من سلوكه الاداري.

ثم أصبحت العلاقة أكثر قربًا وبصفه يومية تقريبًا عند تشكيل الأمير عبدالمجيد -رحمه الله- لجنة دراسة الأنظمة الرياضية والشبابية وكنت ألتقيه والشيخ ابراهيم أفندي وأعضاء لجنة تطوير كرة القدم تحت رئاسة الشيخ إبراهيم حيث كان نائبا له وفق التشكيل الذي تم لأعضاء اللجان.

فكنت اقضي معه اكثر من الوقت الذي التقيه بأسرتي لضغط العمل باللجان فكنا نفطر ونتغدى ونتعشى سويا خلال عمل اللجنة وبعد انتهاء اعمال اللجنة عملت معه مجددا في فرق العمل التي شكلها ايضا الامير عبدالمجيد -رحمه الله- ايضا وكان من صفاته في تلك اللجان الفكر الرياضي المتجدد الواضح، وله آراء فكرية في المجال الرياضي لها وزنها داخل اللجان.

ونظرًا لوزنه وفكره الرياضي فقد تم ترشيحه لأكثر من لجنة منها لجنة تقصي الحقائق التي شكلها الأمير سلطان ولجنة وضع لائحة اعضاء الشرف المشكلة من مجموعة من أعضاء الشرف.

وكان -رحمه الله- دمث الأخلاق محافظًا على الصلاة وكان في بعض ايام رمضان يختفي عن الانظار حيث يقوم بالاعتكاف في المسجد الحرام وكان له زيارات دائمة للمدينة المنورة وبصفة دورية.

وكان -رحمه الله- لا يتكلم عن أحد في غيابه ويتواصل بصفة دائمة بأصدقائه ومعارفه.

وقد تعرض في فترة رئاسته قبل الأخيرة لهجوم غير مبرر من الصحافة أدى إلى قراره بتقديم استقالته.

العمودي: تقدم بكل شجاعة لانتشال الاتحاد من هاوية الضياع

وللإعلام علاقة بالراحل أحمد مسعود ويتحدث الزميل الأستاذ صالح العمودي الكاتب الإعلامي: على مدى مشواري الصحفي لأكثر من أربعين عاما قضيتها ملتصقا بنادي الاتحاد قريبا من إداراته وأعضاء شرفه ولاعبيه وجماهيره لم تمر بي شخصية اتحاديه كتلك التي عرفتها في الفقيد الراحل احمد مسعود -يرحمه الله- كان يعشق الاتحاد بطريقته ويترجم ذلك بأسلوبه وقناعاته حتى وأن كانت في بعض الأحيان لا تجد القبول لدى البعض وبالتالي يمكن اعتبار المسعود اتحادي من طراز خاص ونادر ولولا ذلك لما وجدته وفيا لهذا النادي العريق ومخلصا له ومتفانٍ في خدمته منذ أن كان لاعبا مرورا بعمله في مجلس الإدارة ثم رئيسا للنادي لثلاث مرات في مراحل مختلفة نجح خلالها في وضع بصمته لصناعة أمجاد اتحادية حافلة بالبطولات الذهبية والانجازات الرائعة والتاريخية التي بلغت تسع بطولات كرقم قياسي لم يسبقه إليه أي رئيس اتحادي.

وختاما من الصعب اختزال هذه السطور في الحديث عن قامة الراحل احمد مسعود سواء رياضي أو اجتماعي أو كإنسان له أعمال خيرية عديدة لكنني بهذه المناسبة أذكر أنه في أحد المواسم تضافرت جهود المعارضين لطريقته في إدارة النادي واستطاعوا بمكرهم ابعاده عن الكرسي الساخن وصدر قرار رسمي بتكليف شخص آخر لكن المسعود تقبل ذلك بصدر رحب ولم يؤثر ذلك على انتمائه وعشقه لنادي الاتحاد ظل وفيًا معه مواصلًا الحضور في مناسباته ودعمه من موقعه كعضو شرف ولهذا عندما وجد أن الاتحاد قبل عامين تقريبا يكاد يغرق في المشكلات والديون بادر -يرحمه الله- إلى مشروع الإنقاذ الجديد.

وتقدم بكل شجاعة لانتشال الاتحاد من هاوية الضياع ودفع مهر رئاسة النادي بشيك مصدق قيمته 30000000 ريال سلمه لرئيس الهيئة العامة للرياضة الذي اشترط على من يرغب قيادة النادي توفير مبلغ ثلاثين مليون بشيك مصدق لضمان جديته في حل أزمة الديون وتخليصه من المشكلات الخانقة التي لازمته.. فكان المسعود عند حسن الظن ونجح كعادته وبامتياز في قيادة العميد وأعاد الروح للاتحاد خلال شهرين فقط ثم فاضت روحه إلى بارئها ولسان كل الاتحاديين يلهج بالدعاء له فقد أعاد روح الاتحاد ورحل.

فترات رئاسة الاتحاد

شهدت مسيرة أحمد مسعود العديد من البطولات لرئيس ترأس الاتحاد في ثلاث فترات متفاوتة.

الفترة الأولى:

كانت لمدة عام من 1411هـ إلى 1412هـ: حقق فيها مع الاتحاد بطولة كأس سمو ولي العهد السعودي عام 1411 هـ بعد الفوز على النصر (بركلات الترجيح) 6 / 5.

الفترة الثانية:

كانت لمدة ثلاث سنوات من 1419هـ إلى 1422هـ: حقق من خلالها إنجازات قياسية بعد أن فاز الفريق الأول لكرة القدم بثماني بطولات من بينها بطولتان خارجيتان لأول مرة في تاريخ الاتحاد، وهي كالتالي:

كأس دوري خادم الحرمين الشريفين عام 1419 هـ بعد الفوز على الأهلي بهدف نظيف.

كأس دوري خادم الحرمين الشريفين عام 1420 هـ بعد الفوز على الأهلي بهدفين مقابل هدف.

كأس دوري خادم الحرمين الشريفين عام 1421 هـ بعد الفوز على النصر بهدف نظيف.

كأس سمو ولي العهد السعودي عام 1421 هـ بعد الفوز على الاتفاق بثلاثـة أهداف مقابل لا شيء.

كأس الاتحاد السعودي عام 1419 هـ بعد الفوز على الشباب بهدف مقابل لا شيء.

كأس الكؤوس الآسيوية عام 1420 هـ بعد فوزه على جيونام الكوري 3 / 2 بالهدف الذهبي.

كأس الملك فهد (السوبر السعودي المصري) عام 1422 هـ بعد الفوز على الأهلي المصري 3/2 بالهدف الذهبي.

بطولة كأس الخليج للأندية عام 1419 هـ.

الفترة الثالثة:

غاب مسعود عن المشهد الرئاسي منذ تلك الإنجازات حتى عاد مرة آخر في موسم 2016-2017 بعد تنصيبه رئيسا للنادي بالتكليف وشهدت أول خطوات تصحيح حل مشكلة الديون المتراكمة التي كادت أن تسبب في كارثة للنادي، كما تم إعداد الفريق للمنافسة من أجل عودة الاتحاد لأمجاده من جديد، وأقام الفريق معسكرا في تبوك تحت إشرافه على سير الاستعدادات.

حياته العملية

بدأ حياته العملية في شركة بترومين في الرياض ثم انتقل إلى مدينة جدة ليعمل مديرًا لمكتب وزير البترول والثروة المعدنية الدكتور أحمد زكي يماني. وبعد تقاعده تفرغ للأعمال الحرة وشغل وظيفة العضو المنتدب لشركة التلال، وعضو مجلس إدارة مؤسسة الراجحي المصرفية للاستثمار. له نشاطات خيرية واجتماعية حيث ترأس مجلس إدارة جمعية البر الخيرية بجدة.

وفاته

توفي أحمد مسعود يوم الخميس 29 ذو القعدة 1437 هـ الموافق 1 سبتمبر 2016 في تركيا أثناء ترؤسه بعثة نادي الاتحاد بسبب سكتة قلبية، ودفن في مقبرة البقيع في المدينة المنورة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store