Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

نجح رامز في تعريتهم!

ضمير متكلم

A A
* لا يهمني أكانت مشاهد ومغامرات برنامج (رامِز في الشلال) المعروض على قنوات MBC، وردود أفعال ضيوفه حقيقية أم تمثيلية مفتعلة ومتفقاً عليها، فالمهم عندي أن ذلك البرنامج الذي شئنا أم أبينا يحظى بِنِسَب مشاهدة عالية في الوطن العربي يواصل كل عام -بدون قَصْد- نجاحاته في تَعْرِيَة طائفة من أهل الفَنّ والكُرَة -وهم أغلب المشاركين فيه-!!

* ففريق منهم أظهرت ردود أفعاله التي كان عنوانها البذاءة والسَّب والشتم، والتطاول حتى على الدِّيْن تلك البيئة السيئة التي ينتمي لها، والثقافة الشَّوَارعية التي يغرف منها كلامه ومصطلحاته، كما أن موافقتهم على عرضها على الملأ، وقبولهم بتعليقات مقدم البرنامج أو بَطله، وما فيها من إهانة لهم وإذلال، واستهزاء حتى بأشكالهم وأجسامهم؛ دليل آخر على أنهم قد يبيعون أو يتنازلون عن أيِّ شيء حتى كرامتهم مقابل حفنة من الدولارات!

* (برنامج رامز) -رغم تحفظي عليه- أكد على المؤكد وهـو أن شريحة كبيرة من الممثلين والمطربين ولاعبي الكُرة -مع تقديري جداً وأبد للمحترمين منهم- ماهم إلا نجوم من ورق، سعت بعض وسائل الإعلام العربية لتسويقهم في ظاهرة برزت خلال السنوات القليلة الماضية، حيث يتمّ التكريس لحضورهم من خلال تَداوِل أخبارهم الشخصِـيّة قبل الفنّيّة والرياضية على نطاق واسِع!

* وهناك حضورهم الطاغي في البرامج الحوارية، فهم الضيوف الثابتون فيها ينتقلون من قناة إلى أخرى ومن إذاعـة إلى ثانية، ومن صحيفة إلى مجلّة، كما أنهم قَادَةٌ للحملات والمناسبات والاحتفالات الوطنيّة!

* يحدثُ هذا -كما ذكرتُ ذات مقال- في محاولة لتقديمهم رموزاً للمجتمع، ونماذج يقتدي بها الشباب والشابات؛ مع أن أولئك (مع التقدير لشخوصهم) لا يحملون فكراً ولا قضية، والسلوكيات الحَياتية لـ(بعضهم) يكتنفها الغموض وشيءٌ من السلبيات!

* ولذا فهذه دعوة لكل أصدقائي من جيل الشّباب المغرمين بأولئك؛ احذروا فليس كل ما يلمع ذهباً؛ ثم أنتم -والله- أكبر وأعظم مِـن أن تَسْـرِقَـوا لَحَظَات من العُمُر في متابعتهم، فما أرجوه منكم - فضلاً لا أمراً - إنفاق كل دقيقة من وَقْـتَكم في صناعـة المستقبل؛ فالحاضِر والقادمُ لا مكان فيهما إلا للمبدعين، ومن يتعبون في تطوير إمكاناتهم، تقديري وتحياتي لكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store