* عقب الجولة الفاصلة والختامية لبطولة الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم، الذي شُرف هذا العام باسم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، وهي التي جرت الخميس الماضي، وعلى إثرها حقق فريق النصر البطولة؛ خرجت إحدى صحفنا الورقية السَّيّارة -التي نقدر جداً رئاسة تحريرها- بعنوان فيه التشكيك بأحقية الفائز ببطولته، وأنه حدث بدعمِ عواملَ أخرى بعيدة عن الرياضة.
* ولأن ذلك العنوان يحمل التشكيك بالمنظومة الرياضية السعودية الخاصة بكرة القدم، وفيه ما يثير التعصب الرياضي، ويزيد من احتقان الجماهير؛ فسريعاً قامت الصحيفة بالاعتذار الذي حَمّلَ المسألة لعدم إلمام مدير التحرير المناوب بالشأن الرياضي، مع أن القارئ البسيط يمكنه أن يُدرك ما يحتضنه ذلك العنوان من إساءة، وخروج عن الروح الرياضية!!
* ولذا أعتقد أن ما قام به القسم الرياضي في تلك الصحيفة لا يكفي فيه الاعتذار بل (التّوبة الصادقة النصوح) من ذلك القسم، ومن بعض وسائل الإعلام والبرامج الفضائية الأخرى التي ما زالت بعض أطروحاتها، وأحاديث وكتابات طائفة من إعلاميّيها تمارس زرع الفتنة الرياضية، وتساهم في زيادة الاحتقان بين عامة الجمهور الذين أغلبهم شباب وناشئة يتأثرون بما يُكتب ويقال، ولعلنا لا ننسى حوادث الوفيات التي أعقبت بعض المباريات هذا الموسم؛ جراء التعصب الشديد أو التشجيع المبالغ فيه!
* أخيراً الدولة -أعزها الله- دعمت الرياضة السعودية، خاصة كُرة القدم؛ بحثاً عن رفع راية المنتخبات والأندية السعودية في الخارج، وسعياً إلى بطولات تنافسية قوية؛ فيها المتعة التي تجذب الجماهير والمستثمرين؛ فلابد أن يواكب ذلك تنقية للساحة الإعلامية من تلك الشخوص المستهلكة الجاثمة على الصدور من سنوات؛ والبحث الجاد عن جيل من الإعلاميين الشباب الواعي والمثقف، والذي يُدرك عواقب الأمور، وهذا ما نتطلع أن يحققه قريباً الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي الذي يقوده النشيط والمخلص جداً الدكتور رجاء الله السلمي؛ ونحن بالانتظار، ونرجو أن لا يطول المشوار.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
