Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عدنان كامل صلاح

قمة مكة من أجل السلام

A A
ارتفاع وتيرة الحرب الكلامية حول إيران والحشود العسكرية في مياه الخليج وحواليها دفع خادم الحرمين الشريفين لدعوة قادة الدول الخليجية والإسلامية والعربية للقاء في مكة المكرمة لتبادل وجهات النظر حول الوضع القائم، ولتوضيح موقف المملكة من كل ما يجري. إذ إن السعودية لا تسعى لشن حرب على إيران أو التشجيع عليها، ولكنها ترغب في زيادة الضغوط على نظام طهران حتى يتخلى عن أحلامه وأنشطته التوسعية، وأن يتوقف عن عدوانه على دول المنطقة وتبجحه بذلك (التصريح الذي يكرره أكثر من مسئول إيراني عن أن طهران تهيمن على أربع عواصم عربية: بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء).

السكوت عن العدوان الإيراني الحالي على العالم العربي، سوف يشجع على قيام طهران بإثارة الفوضى والحروب في أكثر من عاصمة عربية وإسلامية، ويجعل الوطن العربي والإسلامي مرتعاً للمليشيات الإيرانية المسلحة كما هو حاصل في الدول العربية التي يتبجح المسؤولون الإيرانيون بإعلان الهيمنة على عواصمها.

لذا أصبح ضرورياً أن يلتقي القادة العرب (بمن فيهم الخليجيون) لاتخاذ موقف بالتعاون مع قادة الدول الإسلامية لوقف التمدد الإيراني وحماية العواصم العربية والإسلامية من المخاطر التي تتعرض لها بسبب تهاون المجتمع الدولي في مواجهة عدوان حكام طهران على بلدان عربية وإسلامية.

الضغوط المطلوبة هي لتغيير السلوك الإيراني وإعادته الى طريق الصواب، أي للتعاون مع جيرانها العرب لا الاعتداء على أمنهم، وقد يكون ما يدور في واشنطن وعدد من العواصم الأوربية من مواقف هجومية كلامية ضد الإداره الأميركية الحالية لدونالد ترمب وتعبيرها عن عدم قبول السياسات التي تتبناها المجموعة (الجديدة) الحاكمة في واشنطن يرسل رسائل خاطئة الى حكام طهران بأن هناك أملاً لقبول المجتمع الدولي للسياسات التوسعية العدوانية الإيرانية، إلا أن هذه ليست سوى أوهام وقد يكون أن أوباما، الرئيس الأميركي السابق، كان على عجلة من أمره للوصول الى أي تسوية يدعي بها أنه وحركته الليبرالية العالمية تمكنت من تحقيق إنجاز ما، ولم تُعر حينها موضوع التخريب الإيراني في المنطقة بالاً، إما اعتقاداً منها أنها ستعود لمعالجة الأمر في وقت لاحق أو، وهذا الأرجح، رغبت في إدخال كامل المنطقة في حرب مذهبية تخدم برنامج (الفوضى الخلاقة) الذي تبناه النظام العالمي الليبرالي.

نحن لا نرغب أن نكون وقوداً لأي حرب يريد هذا النظام الآفل (العالمي) جر المنطقة اليها ونسعى لتجنيب المواطن الإيراني مأساة حروب مذهبية يشنها نظام الملالي لتنفيذ البرنامج الذي شاركوا فيه منذ تم تمكينهم من السلطة ووضعهم دستوراً ينص على (تصدير ثورتهم المذهبية) الى مختلف أنحاء العالم. الأمر الذي يتطلب وقوف دول الخليج والدول العربية والإسلامية موقفاً واضحاً من البرنامج الإيراني التوسعي، وممارسة الضغوط على طهران لدفعها لمراجعة مواقفها وحماية المنطقة من الإنجرار الى حرب لا يرغب فيها العرب، حتى وإن رفع الإيرانيون راية التحدي وأعلنوا ترحيبهم بإسالة دماء مواطنيهم والآخرين في حرب ستكون عبثية لن تتغلب فيها إيران وإنما ستعرِّض مواطنيها لمآسٍ هم في غنى عنها وسيفقد نظام الملالي كل مكاسبه الداخلية والخارجية ويعيد المنطقة الى وضع مأساوي لا أحد من العرب يرغب فيه.

ولن يتم ذلك إلا بتراجع إيراني وتصحيح المسار التخريبي الذي تنطلق عبره. أما إذا فرضت إيران الحرب فلن يترددوا ولن يتهاونوا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store