Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أخشاب مباني «جدة التاريخية» من غابات أوروبا

أخشاب مباني «جدة التاريخية» من غابات أوروبا

نتائج مثيرة لأبحاث فريق علمي سعودي ألماني

A A
كشفت أبحاث علمية حديثة لفريق من جامعة الملك عبد العزيز وبمساعدة تقنية من فريق علمي ألماني، عن استخدام أخشاب من أصل أوروبي في سقوف وتكاليل جدران منطقة جدة التاريخية يعود أصلها لإسكندنافيا والغابة السوداء وسط أوروبا، كما أوضحت النتائج أن بعض هذه المواد عمره حوالى ألف عام. هذا وتقع مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر وغطائها النباتي محدود لا يتضمن غابات أو أشجار يمكن استخدام أخشابها بكثافة في البناء، وفي المقابل نجد أن جميع مباني جدة التاريخية تحوي واجهات وأسقف بها كميات من الأخشاب، فبالنسبة للواجهات، وبالتحديد الرواشين والمشربيات، فإن مصادر أخشابها معروفة حيث كان يتم جلبها من غابات شرق آسيا وجنوبها، وهي ليست متينة لكي تستخدم في كمرات الأسقف أو تكاليل الجدران، وقد ظل عدم معرفة مصدر أخشاب أسقف وكمرات بيوت جدة مجهولا لسنوات عديدة، إلى أن قام مؤخرا فريق علمي من جامعة الملك عبدالعزيز وبمساعدة تقنية من فريق ألماني بتحليل عينات من أخشاب الكمرات السميكة المستخدمة في الأسقف والتكاليل الإنشائية في الجدران وقد كانت النتائج مثيرة.

بداية الأبحاث

في أواسط عام ٢٠١٧م قام البروفيسور هشام علي مرتضى، أستاذ العمارة بجامعة الملك عبد العزيز والأستاذ الزائر بجامعة فراي ببرلين بألمانيا وكل من البروفيسور كلاوس رايدت والدكتور محمد الفاتح من جامعة براندينبيرغ بألمانيا والدكتور كارل هوسنر من معهد الآثار الألماني بإعداد تصور لدراسة مصادر الأخشاب المستخدمة في العناصر الإنشائية في مباني جدة التاريخية. وبعد مراجعة المقترح وآلية التنفيذ ومكونات البحث، تم التوقيع على اتفاق بين الطرفين لضمان الحقوق الفكرية للعمل برعاية جامعة الملك عبدالعزيز.

العمل الميداني

قام الفريقان خلال عام ٢٠١٨م بتجميع عينات من كمرات وتكاليل جدران المباني المهترئة،، بعضها خرائب في جدة التاريخية، وقد عمل الفريقان ميدانيا على فترتين زمنيتين، وكان يتم تجميع عينات أخشاب، كل عينة عبارة عن أسطوانة خشبية قطرها ١ سنتيمتر وطولها ٦ سنتيمتر، وتحليل هذه العينات في أجهزة خاصة بمعهد الاثار الألماني ببرلين. وقد اشترك مع الفريقان طلبة قسم العمارة تحت إشراف البروفيسور هشام مرتضى الذي يدرس مادة التراث العمراني السعودي بالجامعة وله نشاط بحثي واسع منشور في هذا المجال، حيث قام الطلاب بعمل مساقط للطابق الأرضي لكل مبنى تم أخذ عينات من أخشابها. وقد شارك في البحث كل من الدكتور أحمد خان والدكتور مصطفى صباغ أيضا من قسم العمارة بجامعة الملك عبدالعزيز.

نتائج غابات اسكندنافيا

على الرغم من أن البحث والتحاليل لا زالت قيد الإجراء ولم يتم نشرها بعد في مجلات علمية محكمة لتصبح حقيقة علمية ثابتة، إلا أن معظم نتائج تحليل عينات الأخشاب التي تم تجميعها من مباني جدة التاريخية أثبتت بأن أصل أخشاب كمرات مباني جدة المبنية ما بين القرن 18 والـ 19 هو غابات اسكندنافية والغابة السوداء بوسط أوروبا، الأكثر دهشة هو أن بعض العينات المأخوذة من بعض المباني الأكثر قدما مثل مسجد الابنوس يعود تاريخ استخدامها في البناء إلى ما قبل ألف سنة، ولم يتم تحديد موقع الغابات بعد. البحث والتحاليل لازالت مستمرة، ويعكف الفريقان على معرفة طريقة وصول هذه الأخشاب الأوروبية الأصل إلى جدة خلال القرون الماضية. وقد يتم التوسع في البحث ليشمل مباني تاريخية في مدن أخرى على ساحل البحر الأحمر مثلينبع وأملج والوجه وضبا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store