كبش أقرن

تداعت الصور المأساوية لما حدث في يوم التروية 8 ذي الحجة 1430هـ الموافق 25/11/2009م في اعقاب هطول الامطار غير المسبوقة على محافظة جدة وما ترافق معها من سيول منقولة جرفت في طريقها الأخضر واليابس وأودت بحياة الأبرياء لا بل وأماطت اللثام عن حجم الفساد وتداعياته الذي ترافق مع تنفيذ البنى التحتية التي تبين لنا أنها لا توجد أو لم تنفذ أصلاً أو “ما بانت” كما قال ولي الأمر -رده الله سالماً لنا ليواصل معركته ضد الفساد والمفسدين-، وملحمته في إعادة بناء الوطن على أسس قوية ومتينة.إن الأمطار التي هطلت في اليومين الفارطين (الأربعاء والخميس 23/1/1432هـ و24/1/1432هـ على محافظة جدة (مدينة جدة وضواحيها) أعادت إلى الأذهان الصور المؤلمة لما حدث في يوم التروية 8/12/1430هـ والموثقة على (اليوتيوب) وانه لمن المؤسف والمحزن جداً أن تحاصر السيول سكان شرق جدة “السيول تحاصر سكان شرق جدة مجدداً” في سيناريو مقارب لما حدث قبل عام مضى، وكأن تلك المأساة لم توقظ فينا الضمير او تشعل الوجدان لكي نبادر لمعالجة الاوضاع معالجة جذرية تحول دون تكرار ما حدث وما قد سيحدث مستقبلاً، والمثير للدهشة ان الضالعين في الفساد والذين قرأنا عن انتهاء التحقيقات معهم وادانتهم ومن ثم احالتهم للقضاء ليقول كلمته فيهم لم نعد نسمع عنهم شيئاً!!ربما ينتظرون آخرين سيلحقون بهم بعد الامطار الاخيرة خاصة اولئك الذين كلفوا بملف شرق الخط السريع ومعالجة تداعياته. ولكن يبدو أنهم عجزوا وملوا من البحث عن كبش فداء أقرن لتحميله المسؤولية ومحاسبته بعدئذ. يقول مهندس خواجة يا ترى ماذا سيحصل لو ان المطر استمر 12 ساعة متتابعة وليس ساعة واحدة؟!* ضوء:«من علت همته، طال همه»