Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

دعوة ملك

A A
وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دعوة كريمة لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودعوة أخرى مماثلة لقادة ورؤساء الدول العربية لعقد قمم تشاورية يناقش فيها الأوضاع السياسية، والاقتصادية، والأمنية، التي تمر بها دول الخليج العربي بوجه خاص، والدول العربية الشقيقة بوجه عام، ومناقشة أوضاع التحديات الخطيرة التي تمر بها دول المنطقة، والعمل على مواجهة الدول المعادية التي أساءت كثيراً للإسلام والمسلمين بالدسائس، والمؤامرات، والاعتداءات المتواصلة، وذلك بالجلوس على طاولة المفاوضات ومناقشة الأمور وحل المشكلات بالحكمة والحوار الهادف البناء.

أسلوب حكّام المملكة يتسم دائمًا بالحكمة والتروي والتوسط لرأب الصدع بين المتنازعين، واتخاذ القرارات المناسبة التي تكفل حقوق الجميع، والعمل بنية صادقة، وعزيمة ثابتة، لمواجهة العدوان وصده عن كل ما يعكر صفو المسلمين، وبذل الجهود في احتواء الخلافات والمنازعات التي تحدث كثيرًا بين الدول في عالم مضطرب تسوده الخلافات، والحروب، وتدمير مقدرات الشعوب، كما تحرص السعودية على نبذ الخلافات بين الأشقاء العرب، وتقريب وجهات النظر من منطلق الأخوة الإيمانية مستمدة سياستها من قوله تعالى: «إنما المؤمنون إخوة».

حازت المملكة بهذه الصفات الحميدة التي عرفت عنها على ثقة المجتمع الدولي لما تمثله من ثقل ديني، سياسي، واقتصادي، حيث تحتضن أطهر البقاع على وجه الأرض «مكة المكرمة» ومسجدها الشريف، وبيتها العتيق الذي جعله الله مثابة للناس وأمناً، والمدينة المنورة مثوى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبما تقدمه للعالمين الإسلامي والدولي من مساعدات إنسانية حظيت بتقدير الجميع.

الدعوة المباركة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -وفقه الله ورعاه- حرص بأن تكون في هذه الأيام المباركة في شهر مبارك، وأن تعقد في أقدس البقاع على وجه الأرض «مكة المكرمة»، ومن أمام البيت العتيق الذي جعله الله مثابة للناس وأمناً، وأن تتحلى اجتماعات قممها بالصدق، والأمانة، والشفافية لوضع حلول مرضية للجميع بحيث تلم شمل شتات العرب والمسلمين، وتوحد جهودهم في وضع حلول سلمية تجنب دولهم ويلات الحروب وانتكاساتها، امتثالاً لقول الله تعالى «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها».

إن ديدن المملكة العربية السعودية منذ أن أرسى قواعد بنائها الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- هو معالجة الأمور المختلف عليها بالحكمة، والصبر، وحسن التعامل، والحفاظ على الأخوة الإسلامية مع حفظ كرامة هذه البلاد ومقدساتها من كل من تسول له نفسه المساس بأمنها واستقرارها، أو إثارة النزاعات بين شعوبها، وعلى هذا النهج سار أبناؤه الملوك من بعده في اتباع الأساليب الحسنة، التي حثنا عليها ديننا الحنيف، وأرشدنا إليها سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الدعوة إلى السلم وتجنب الحروب وويلاتها مع تقريب وجهات النظر، ونبذ الخلافات، والعودة إلى الصف العربي والاتحاد الإسلامي لمواجهة مخاطر دول معادية للإسلام والمسلمين، والوقوف صفًا واحدًا في وجه الدسائس والفتن التي تحاك ضدنا في الخفاء من نفاق، وتدليس، وتقية، لزعزعة أمن واستقرار عامة المسلمين، لتحقيق مآرب دنيوية زائفة لا تزيدهم إلا بعدًا عن الله ورسوله.

دعوة صادقة من ملك صالح تعنى بشؤون الإسلام والمسلمين، والاهتمام بإخوانه قادة الدول الخليجية، والعربية، والإسلامية لنبذ الخلافات، وتحكيم العقل للسير نحو الأفضل لتحقيق أمنيات شعوبها في العيش بأمن، وأمان، وعدل، وسلام دائم يعم المعمورة وساكنيها في كل وقت وحين..

وفق الله جهود خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين وسدد خطاهم لما فيه خير الإسلام والمسلمين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store