Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ابن منيع و“الذيب في القليب” !

مطلع 2009م، كنا في حضرة صاحب السمو الملكي الأمير/ «سلطان بن سلمان» ـ رئيس «الهيئة» التي تأمر بمعروف السياحة والآثار، وتنهى عن منكر التخلف والتنطع ـ حيث سأله كبيرنا/ «علي الموسى»: كيف تفعِّل «صناعة»

A A

مطلع 2009م، كنا في حضرة صاحب السمو الملكي الأمير/ «سلطان بن سلمان» ـ رئيس «الهيئة» التي تأمر بمعروف السياحة والآثار، وتنهى عن منكر التخلف والتنطع ـ حيث سأله كبيرنا/ «علي الموسى»: كيف تفعِّل «صناعة» السياحة، وأنت في بلدٍ تحرِّم فيه «المؤسسة الدينية» كل أشكال الاهتمام بالآثار، ولم تستثنِ من «وجوب إزالتها» آثار النبي، صلى الله عليه وسلم، في المدينة المنورة ذاتها؟»وكان محو الآثار قائماً بين «بلدوزرٍ» و»قَلاَّب» في المدينة المنورة ، لولا أن أنقذها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير/ «سلطان بن عبدالعزيز» بالتدخل شخصياً لإيقاف أكبر مهزلة تاريخية! ثم صدر مرسومٌ ملكي بوضع جميع الآثار تحت مسؤولية «هيئة الآثار والسياحة»، لمنع العبث بها من أية جهة أخرى، مهما كانت!وأجاب «سلطان بن سلمان»: يعلم الله أنني منذ تسلمت منصبي لم أتعرض لأية مشكلة مع أصحاب الفضيلة، لا بصفتهم الفردية، ولا بصفتهم المؤسساتية، سواءٌ: «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، أو»هيئة كبار العلماء»، أو «المجلس الأعلى للقضاء»! ولم نجد منهم إلا كل تفهمٍ ودعم في كل ما كاتبناهم نستأنس بآرائهم فيه، أو في اللقاء ببعضهم شخصياً ومناقشته فيما يستشكل علينا أو عليه!فإذا عضَّدتَ هذه الشهادة «السلطانية» الموثَّقة، بتصريح معالي المستشار في الديوان الملكي، وعضو «هيئة كبار العلماء»/ «عبدالله بن منيع»، الذي عطَّر الثلاثاء الماضي جميع الصحف السعودية، بعنوانٍ لا تملك إلا أن تقف احتراماً له هو: «ابن منيع يتراجع عن رأيه بهدم الآثار، ويطالب بحمايتها والاستفادة منها»، تأكدت لك بلوانا بثقافةٍ وهمية «تخويفية»، جعلت من «المطاوعة» شماعةً يعلق عليها «بعض» المسؤولين عجزهم عن أداء الواجب كاملاً، وترددهم عن اتخاذ القرارات المفترضة، بل «البدهية»! فما إن تصدح بـ»موال تطوير المناهج» حتى تفاجأ بعشرات الأيدي «التربوية التعليمية» تغلق فمك هامسة: أُصْصْصْ! المطاوعة لا يسمعونا! وإذا رفعت صوتك بالمطالبة بمسرح، ودور سينما، تبرَّأ منك لسانك نفسه وقال: ويحك! من يفكنا من «المطاوعة»؟وإذا طالبت النساء بأندية رياضية خاصة؛ أسوةً بالأسواق المخصصة لهن حسب سعوديتهن العريقة؛ قالوا: ومن يفكنا من «ابن منيع» نفسه؛ حيث كتب في «صحيفة الوطن 2009» معارضاً هذه الفكرة، وناشد المسؤولين صراحةً بوأدها تماماً، وهو العالم السمح الجليل، الذي يعرف أن الناس تأخذ رأيه «فتوى» رسمية!ولكنه يؤكد بتصريحه الأخير أنه ـ ككل علمائنا الكبار الأجلاء ـ ليس ممَّن تأخذه العزة بالإثم، فيصرُّ على رأيه رغم تبيِّن خطئه أو قصوره، أو رجحان سلبياته على إيجابياته! وهو مايجعلنا نناشده، باسم كل «مواطٍ» استباحت البنوك أكل ماله بما يسمى «المصرفية الإسلامية»: أن يراجع نفسه ـ وهو من أنشط منظِّريها ـ ويستمع بوقاره المشهود لآراء أخرى، ربما أفلحت في إقناعه بتزعم حملة: «إرجاع الأموال، من بنوك «مرتاع البال»، منذ أجيال»!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store